الأسد مستعد"للتفاوض حول كل شيء"ويتعهد بتحرير"كل شبر من سوريا"
2017/01/09

تعرضت الهدنة السورية التي توسطت فيها روسيا وتركيا لضغوط متنامية يوم الاثنين فتوعد المقاتلون المعارضون بالرد على انتهاكات الحكومة وقال الرئيس بشار الأسد إن الجيش سيستعيد منطقة مهمة تسيطر عليها المعارضة قرب دمشق.

وقال الأسد كذلك في تصريحات لوسائل إعلام فرنسية إن حكومته مستعدة "للتفاوض حول كل شيء" بما في ذلك وضعه داخل إطار الدستور السوري في محادثات سلام يأمل حلفاؤه الروس في عقدها في قازاخستان.

لكنه أشار إلى أن أي دستور جديد يجب أن يطرح في استفتاء مضيفا أن الأمر يرجع للشعب السوري في انتخاب الرئيس.

ويصر معارضوه منذ بدء الحرب الأهلية المستمرة منذ نحو ست سنوات على رحيله عن السلطة بموجب أي اتفاق سلام مستقبلي. لكن منذ أن انضمت روسيا إلى الحرب إلى جانبه في أواخر عام 2015 تعزز وضع حكومته على أرض المعركة بدرجة كبيرة مما أعطاه ثقلا أكبر الآن بالمقارنة بأي وقت مضى منذ بداية الحرب.

ويهدف وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه يوم 30 ديسمبر كانون الأول إلى تمهيد الطريق لمحادثات السلام الجديدة التي تأمل روسيا في عقدها بدعم تركي وإيراني. لكن لم يتحدد موعد للمحادثات وتتبادل الأطراف المتحاربة الاتهامات بانتهاك الهدنة.

وبدأت الجهود التي تقودها موسكو لإنعاش الدبلوماسية دون مشاركة الولايات المتحدة بعد أن تعزز موقف الأسد بانتصاره على المعارضين في حلب ومع تحسن العلاقات بين روسيا وتركيا وهي إحدى القوى الداعمة الرئيسية للمعارضين.

وتشعر أنقرة الآن على ما يبدو بقلق إزاء تنامي النفوذ الكردي في سوريا أكثر من قلقها إزاء الإطاحة بالأسد فأصبحت تدعم المسعى الدبلوماسي.

وتركز القتال في الفترة الأخيرة بكثافة عالية قرب دمشق على وجه الخصوص حيث يحاول الجيش والمقاتلون المتحالفون معه استعادة السيطرة على منطقة تسيطر عليها المعارضة تضم المصدر الرئيسي الذي يمد العاصمة بالمياه. وكانت محطة المياه قد قصفت فخرجت من الخدمة قبل أكثر من أسبوعين.

وألقى الأسد باللوم على المعارضة في انتهاك الهدنة وقال إن "الإرهابيين يحتلون المصدر الرئيسي للمياه لدمشق حيث يحرم أكثر من خمسة ملايين مدني من المياه منذ ثلاثة أسابيع."

وتابع "دور الجيش السوري هو تحرير تلك المنطقة (وادي بردى) لمنع أولئك الإرهابيين من استخدام المياه لخنق العاصمة." وقال الأسد إن منطقة وادي بردى تحتلها جماعة متشددة لا يشملها وقف إطلاق النار.

ونفى المعارضون أن تكون المنطقة تحت سيطرة أي جماعة متشددة.

وقالت الأمم المتحدة إن 5.5 مليون شخص لا تصلهم مياه جارية كافية أو لا تصلهم على الإطلاق منذ أكثر من أسبوعين في دمشق. وألقت اللوم في قصف محطة ضخ المياه على "استهداف متعمد" لكنها لم توضح أي طرف استهدفها. وتتهم المعارضة الحكومة.

وفشلت في مطلع الأسبوع محادثات بين الحكومة والمعارضين تهدف إلى السماح بإصلاح المحطة ووردت أنباء عن ضربات جوية كثيفة في المنطقة يوم الأحد.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات وقعت في وادي بردى يوم الاثنين وإن القوات الحكومية قصفت عدة بلدات هناك.

وفي محافظة إدلب بشمال سوريا قالت وحدة إعلامية يديرها حزب الله اللبناني حليف دمشق إن مقاتلي المعارضة نفذوا قصفا أسفر عن مقتل شخصين في قريتي الفوعة وكفريا المؤيدتين للحكومة.

* "لن نبقى صامتين"

قال متحدث باسم إحدى جماعات المعارضة التي وقعت على اتفاق وقف إطلاق النار إن قادة المعارضين خلصوا إلى أنهم لا يمكنهم الاستمرار في الالتزام بالهدنة "من جانب واحد" على حد قولهم وإنهم سيردون على هجمات الطرف الآخر.

وقال مأمون حاج موسى الناطق باسم جماعة صقور الشام المنضوية تحت لواء الجيش السوري الحر لرويترز "حتى ولو استمر الاتفاق ضمن ما هو عليه فهم لهم كامل الحق في الرد على الخروقات حيثما كانت وبالحجم المناسب."

وأضاف "وسيشعلون عدة جبهات قد تكون في سياق الرد على الخروقات التي امتدت من درعا حتى حلب وإدلب وطبعا بالتأكيد وادي بردى."

وكتب رئيس جماعة معارضة أخرى على حسابه على تويتر يقول "موافقتنا على وقف إطلاق النار كانت لحقن دماء السوريين الذي يقتلهم الأسد وحلفاؤه...أما اليوم مع استمرار الدماء فلن نبقى صامتين."

وتراجعت الاحتمالات الضئيلة أصلا بأن تتمكن المعارضة من الإطاحة بالأسد بعد أن استعاد حلب بكاملها بمساندة عسكرية مباشرة من القوات الجوية الروسية ومقاتلين مدعومين من إيران. وكانت المدينة مقسمة وكان المعارضون يسيطرون على قطاعها الشرقي منذ عام 2012.

وقال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إنه قد يوقف الدعم لمقاتلي المعارضة في خطوة من شأنها أن تقوي موقف الأسد الذي عزز سيطرته حول المدن الكبيرة في غرب سوريا وعلى الساحل.

ومازالت مساحات كبيرة من الأراضي السورية خارج نطاق سيطرته ومنها محافظة دير الزور في شرق البلاد التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية ومناطق كبيرة في شمال سوريا يسيطر عليها مقاتلون أكراد وجيوب تسيطر عليها المعارضة في الغرب.

وردا على سؤال حول ما إذا كانت الحكومة تخطط لاستعادة مدينة الرقة من سيطرة الدولة الإسلامية قال الأسد "مهمتنا طبقا للدستور والقوانين أن نحرر كل شبر من الأرض السورية.

"هذا أمر لا شك فيه وليس موضوع نقاش لكن المسألة تتعلق بمتى.. ما أولوياتنا.. وهذا أمر عسكري يرتبط بالتخطيط العسكري والأولويات العسكرية لكن وطنيا ليست هناك أولويات فكل شبر من سوريا هو أرض سورية وينبغي أن يكون خاضعا لسيطرة الحكومة."

وتدعم الولايات المتحدة تحالفا لمقاتلين يشمل وحدات حماية الشعب الكردية في حملة تهدف لاستعادة مدينة الرقة.

* المعارضة: المحادثات لن تنجح بدون وقف إطلاق النار

قالت مصادر لرويترز في موسكو الشهر الماضي إن روسيا وتركيا وإيران وهي القوى الأجنبية الثلاث المضطلعة بمساعي السلام الأخيرة تخطط لتقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ غير رسمية ضمن اتفاق إطاري توصلت إليه.

لكن مثل هذا الاتفاق يتعين أن يقبله الأسد ومعارضوه وفي نهاية الأمر دول الخليج وواشنطن.

وكانت جماعات المعارضة التي تعمل تحت لواء الجيش السوري الحر قالت في وقت سابق هذا الشهر إنها جمدت أي محادثات بشأن مشاركتها المحتملة في محادثات أستانة بسبب انتهاكات وقف إطلاق النار خاصة في وادي بردى قرب دمشق.

وقال الأسد عن المحادثات في تصريحاته لوسائل الإعلام الفرنسية "لكن من سيكون هناك من الطرف الآخر؟ لا نعرف حتى الآن. هل ستكون معارضة سورية حقيقية؟

"وعندما أقول ’حقيقية’ فإن ذلك يعني أن لها قواعد شعبية في سوريا وليست قواعد سعودية أو فرنسية أو بريطانية. ينبغي أن تكون معارضة سورية كي تناقش القضايا السورية وبالتالي فإن نجاح ذلك المؤتمر أو قابليته للحياة ستعتمد على تلك النقطة."

وتدعم الرياض أكبر تجمع للمعارضة السورية وهي الهيئة العليا للمفاوضات.

وقال رياض نعسان أغا عضو الهيئة إنه لم يسمع بعد بدعوة أحد لحضور محادثات أستانة.

وقال إن "سوريا لا تشعر بعد بأن هناك وقفا لإطلاق النار فالمعارك مستمرة والهجوم على وادي بردى وريف حلب الغربي وإدلب وغوطة دمشق ودرعا."

وأضاف أن محادثات أستانة لا يمكن أن تنجح ما لم يطبق وقف إطلاق النار

تم طباعة هذا الخبر من موقع مراقبون برس http://www.moragboonpress.net - رابط الخبر: http://moragboonpress.net/news20810.html