إذاعة تكشف حصيلة قتلى يوم يمني دام بالساحل الغربي وسط تحذيرات أممية
الاربعاء 13 ديسمبر 2017 الساعة 01:02
ارشيفية لجرحى احداث سابقة في اليمن..رويترز

ارشيفية لجرحى احداث سابقة في اليمن..رويترز

مراقبون برس- مونت كارلو الدولية-عدنان الصنوي:

أفادت مصادر متطابقة من طرفي الحرب في اليمن بأن حصيلة القتلى والجرحى هي الأعلى، في غضون أسبوع من المعارك الضارية المستمرة عند الساحل اليمني الغربي، في وقت أعربت فيه الأمم المتحدة عن قلقها من التصعيد العسكري الكبير للعمليات القتالية في المنطقة الساحلية، على الوضع الانساني المتدهور الذي سيؤدي إلى مجاعة وشيكة.

تقود قوات التحالف منذ نهاية الأسبوع الماضي حملة عسكرية ضخمة باتجاه موانئ البحر الأحمر، خلفت حتى الآن أكثر من 300 قتيل وجريح، في حصيلة قياسية لمعارك ضد الحوثيين في غضون أسبوع.

ذكرت مصادر طبية، أن مستشفيات العاصمة اليمنية صنعاء استقبلت خلال الأيام الأخيرة أكثر من 100 قتيل من المسلحين الحوثيين بمعارك الساحل الغربي، فيما تحدث الحوثيون عن سقوط عشرات القتلى، والجرحى في صفوف حلفاء الحكومة.

قالت مصادر عسكرية حكومية، إن العشرات من الحوثيين سقطوا بين قتيل وجريح عندما دمرت مروحيات أباتشي رتلا عسكريا لمقاتلي الجماعة شمالي مديرية حيس على الطريق الممتد بين مدينتي الحديدة وتعز.

واليوم الثلاثاء 12 ديسمبر 2017، شنت وحدات عسكرية من حلفاء الحكومة المعروفين بالمقاومة الجنوبية والتهامية، مدعومة بقوات سودانية وإماراتية، هجوما بريا في مديرية التحيتا، انطلاقا من مدينة الخوخة المجاورة متقدمة على بعد حوالي 95 كم جنوبي مرفأ الحديدة الاستراتيجي على البحر الاحمر.

وتلقى حلفاء الحكومة خلال المعارك مساندة جوية وبحرية من مقاتلات التحالف وبوارجه الحربية في البحر الاحمر، فيما تقوم مروحيات اباتشي بعمليات تمشيط واسعة لمواقع الحوثيين على طول الشريط الساحلي.

وذكرت مصادر محلية، ان المقاتلات، والمروحيات الحربية نفذت خلال الساعات الاخيرة أكثر من 30 غارة جوية على تعزيزات للحوثيين في مديريتي حيس والجراحي.

وقتل 16 مسلحا حوثيا بغارات جوية لمقاتلات التحالف في مديرية التحيتا المجاورة، حسب ما أفادت مصادر عسكرية موالية للحكومة.

كما قتل 8 مدنيين على الأقل بغارات جوية قال الحوثيون إنها استهدفت سيارات في مديرية موزع جنوبي غرب مدينة تعز.

ودفع الحوثيون خلال الأيام الأخيرة بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى مديريتي التحيتا وحيس عند الساحل الغربي، انطلاقا من مناطق سيطرتهم في محافظتي الحديدة واب المجاورتين.

إلى ذلك دارت معارك متفرقة بين حلفاء الحكومة والحوثيين في محيط قاعدة خالد بن الوليد العسكرية بمديرية موزع، شرقي مدينة المخا الساحلية على الطريق الممتد إلى مدينة تعز، ثالث أكبر المدن اليمنية جنوبي غرب البلاد.

وكانت قوات يمنية وإماراتية وسودانية، دشنت الإربعاء 06 ديسمبر 2017 حملة عسكرية جديدة عند الساحل الغربي، انطلاقا من مدينة عدن ومواقع القوات الحكومية في مديرية المخا شمالي مضيق باب المندب باتجاه مينائي الحديدة، والصليف على البحر الاحمر.

وتمكن حلفاء الحكومة حتى الآن من استعادة أجزاء واسعة من مديريتي الخوخة، والتحيتا جنوبي محافظة الحديدة، والتوغل عدة كيلومترات في مديرية حيس المجاورة على الطريق الممتد بين مدينتي الحديدة وتعز.

وجاءت الحملة العسكرية الجديدة في الساحل الغربي بعد يومين من مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، وبعد 9 أشهر من استعادة حلفاء الحكومة مدينة المخا ومينائها الاستراتيجي على طريق الملاحة الدولية بين مضيق باب المندب، وقناة السويس، ضمن عملية واسعة أطلقتها قوات التحالف بقيادة اماراتية مطلع العام الجاري باتجاه مدن وموانئ البحر الاحمر، التي يقول التحالف ان الحوثيين يستخدمونها كمنفذ لتهريب السلاح.

وضاعف حلفاء الحكومة خلال الفترة الاخيرة من ضغوطهم السياسية والعسكرية من اجل السيطرة على مينائي الحديدة، والصليف وسط تحذيرات اممية من تداعيات انتقال الاعمال القتالية الى المنطقة الساحلية التي تتدفق عبرها حوالي 80 بالمائة من المساعدات الانسانية.

وهناك حملات موازية في محافظة حجة على بعد نحو 235 كم الى الشمال من الحديدة لقوات حكومية وفصائل مسلحة محسوبة على حزب تجمع الاصلاح الاسلامي المدعومة من السعودية.

على الصعيد العسكري ايضا، استمرت العمليات القتالية والقصف المدفعي والصاروخي المتبادل على أشده عند الشريط الحدودي مع السعودية والجبهات الداخلية في تعز، ومارب، والجوف، ومحيط العاصمة صنعاء.

وقالت مصادر اعلامية حكومية، ان ثلاثة من القيادات الميدانية لجماعة الحوثيين قتلوا بغارات على مواقع وتجمعات لمقاتلي الجماعة في مديرية خب والشعف، شمالي شرق محافظة الجوف.

الى ذلك أعلن الحوثيون، مقتل واصابة 24 عنصرا من حلفاء الحكومة بعمليات قنص في جبهات مأرب وتعز والجوف وصنعاء خلال 48 ساعة الماضية.

كما تحدث الحوثيون عن مقتل 4 جنود سعوديين قنصا في موقع الشرفة الحدودي في منطقة نجران المتاخمة لمحافظة صعدة المعقل الرئيس للجماعة شمالي البلاد.

وتبنى الحوثيون سلسلة هجمات برية وقصف مدفعي وصاروخي على مواقع حدودية سعودية في نجران وجازان وعسير.

في الاثناء واصل الطيران الحربي خلال الساعات الاخيرة سلسلة ضربات جوية واسعة على مواقع الحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء وجبهات القتال عند الشريط الحدودي مع السعودية والساحل الغربي على البحر الاحمر.

وأعلن الحوثيون مقتل 6 مدنيين بغارة جوية استهدفت مجمعا تربويا في مديرية كتاف شمالي شرق محافظة صعدة قرب الحدود مع السعودية.

كما تحدث الحوثيون عن مقتل مدنيين اثنين بغارة على منزل سكني في مديرية عسيلان شمالي غرب محافظة شبوة.

وقتل 3 اشخاص واصيب اثنان اخران بغارة جوية لمقاتلات التحالف على نقطة تفتيش للحوثيين في محيط الكلية الحربية شمالي العاصمة صنعاء.

مقاتلات التحالف ألقت في الاثناء منشورات على العاصمة صنعاء تدعو المواطنين للتعاون مع القوات الحكومية لمواجهة الحوثيين.

وقال الحوثيون إن أحد الصواريخ التي تحمل منشورات سقط على منزل في منطقة شعوب شرقي مدينة صنعاء القديمة، ما الحق به اضرارا مادية.

وفي خضم هذا التصعيد العسكري الكبير، أعرب مسؤول اممي رفيع عن انزعاجه البالغ من اشتداد المواجهات على طول الساحل الغربي، وحالات القتل والاعتقالات التي جرت في صنعاء.

وشدد منسق الامم المتحدة للشؤون الانسانية في اليمن جيمي مكجولدريك على ضرورة رفع القيود المفروضة ضد دخول مزيد المساعدات إلى 8.4 مليون شخص "على شفا المجاعة".

وقال المسؤول الاممي في بيان "يتسبب الحصار المستمر على الموانئ في الحدّ من توفر الوقود والغذاء والدواء وهو الأمر الذي يزيد بشكل كبير من عدد السكان الضعفاء الذي يحتاجون للمساعدة".

وأضاف” حياة الملايين من السكان، بمن فيهم 8.4 ملايين شخص يمني الذين باتوا على شفا المجاعة، متوقفة على قدراتنا في مواصلة عملياتنا لتوفير المساعدات الصحية والإيوائية والمياه الآمنة والمواد الغذائية“.

إضافة تعليق
الأسم*
الموضوع*
نص التعليق*