• راي اليوم
هل “يقفز” إيلون ماسك أغنى رجل في العالم من منصّة “التويتر” إلى عالم السياسة؟
السبت 29 اكتوبر 2022 الساعة 12:14
راي اليوم
يُشَكّل نجاح المِلياردير إيلون ماسك أغنى رجل في العالم في الاستِحواذ على منصّة “التويتر” وشِرائها بمَبلغٍ في حُدود 44 مِليار دولار “انقِلابًا” في قِطاع وسائل الـ”سوشيال ميديا”، لأنّ ماسك، إذا التَزم بتعهّداته في إصلاحها، وتقليل القُيود المَفروضة على المُحتوى لمصلحة تعزيز حُريّة التّعبير، وإلغاء الحِسابات المُزوّرة والوهميّة، و”الرّوبوتات”، سيُغيّر خريطة هذا القِطاع، وسيُسدِي خدمةً كبيرةً لقيم الحُريّة والعدالة التي تراجعت بشَكلٍ مَلحوظٍ في العُقود والسّنوات والأخيرة في العالم بسبب سيطرة اللوبيّات السياسيّة، وحرف مسارها بالتّالي.
لا نعرف الأسباب الحقيقيّة التي تكمن وراء إصرار المِلياردير ماسك على شِراء هذه المنصّة، ولكنْ من الواضِح أنها قد لا تأتي من مُنْطَلقاتٍ “خيريّة” صِرفَة، بالنّظر إلى المبْلغ الضّخم (44 مِليار دولار) قيمة صفقة الشّراء، ولا نستبعد في هذه الصّحيفة “رأي اليوم” أن تكون طُموحات هذا الرّجل ليس الرّبح الماديّ فقط، وهي طُموحاتٌ مَشروعةٌ لمُعظم رِجال الأعمال، بل تتجاوزها إلى أهدافٍ سياسيّةٍ.
المِلياردير ماسك فاجَأ العالم، وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وحُلفاءه في الغرب، عندما أكّد في تصريحاتٍ علنيّة بأنّه “يستبعد انتِصار أوكرانيا في حربٍ شاملةٍ مع روسيا” داعيًا طَرفيّ الصّراع إلى السّلام، وأضاف “أن روسيا تقوم بتعبئةٍ جُزئيّةٍ الآن، وستنتقل للتّعبئة الكاملة للحرب، في حالِ تعرّض شِبه جزيرة القِرم للخطَر”، وأشار إلى أن “عدد سُكّان روسيا ثلاثة أضعاف عدد سُكّان أوكرانيا ومن غير المُرجّح أن يكون النّصر لاوكرانيا في حربٍ شاملةٍ”.
ماسك لم يَكْتَفِ بانتِقاد النّظام الحاكِم في أوكرانيا، والدّعوة إلى السّلام، وقدّم مخارج موضوعيّة للوُصول إلى هذا الهدف، بل ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك عندما طالب بإعادة الانتِخابات في الأقاليم الأربعة التي ضمّتها موسكو تحت إشراف الأُمم المتحدة، وتخلّي أوكرانيا عن مطالبها في استِعادة جزيرة “القِرم” والاحتِفاظ بأوكرانيا كدَولةٍ مُحايدة بينن روسيا والغرب، وختَم تصريحاته بالقول “النّتيجة المُحتَملة، وإن كانت غير مُحتَملة، من هذا الصّراع هي الحرب النوويّة”.
ad
مواقف ماسك هذه تنطوي على الكثير من العقلانيّة، والنّظرة السياسيّة بعيدة المدى، وتكشف عن توجّهاتٍ سِلميّةٍ للتّعاطي مع صِراعٍ مُتفجّر يُمكن أن يُؤدّي إذا ما استَمرّ، وطال إلى إفلاس العالم، وإغراقِه في مجاعاتٍ، وربّما الدّمار الشّامل.
نتمنّى أن يكون انحِياز المِلياردير ماسك إلى قيم حُريّة التّعبير، وتنقية وسائل التواصل الاجتماعي من الشّوائب السلبيّة والانتِصار إلى القضايا العادلة في العالم صادِقًا، وصَلبًا، ومتَُجَذِّرًا، وهذا ما لا نستبعده، خاصَّةً بعد انحِياز منصّة “الفيسبوك” و”غوغل” و”اليوتيوب”، وبالوثائق الدّامغة إلى جانِب إسرائيل، واحتِلالها، ومُحاربة المُحتوى الفِلسطيني وإغلاق حِساباته بتَحريضٍ من اللوبيّات الإسرائيليّة.
“رأي اليوم”
إضافة تعليق
الأسم*
الموضوع*
نص التعليق*