• ماجد الداعري
حقائق مجهولة عن الزعيم ورفيقه الأمين!
الجمعة 11 ديسمبر 2020 الساعة 20:00
ماجد الداعري

كان الأمين العام لحزب المؤتمر المرحوم عارف الزوكا الشخص الوحيد القادر على التأثير واقناع الزعيم علي عبدالله صالح عفاش بالقبول بآخر عرض وساطة قدمه الحوثيين لولا أنه رد على الشيخ القبلي الوسيط قبل عفاش، بأن الإقامة الجبرية مرفوضة وإنما حياة بحرية وكرامة أو موت بشرف،وهو ماقاله الوسيط بنفسه لقناة الميادين ليلتها، وكان بإمكان عفاش ان يقبل صوريا بالعرض الحوثي،لغرض مخادعتهم قبل الترتيب للهروب بعدها مباشرة لولا أن قناعة الرجلين باهانة واستحالة الهرب والحوثيين يحيطون بهم من كل جانب مستفيدين من تجربة هروب هادي من قبضتهم خرج الوسطاء من محيط منزل عفاش وغادر معهم كل من كان مايزال حول عفاش وبأمر منه وأبرزهم الشيخ ياسر العواضي والسفير خالد الديني محافظ حضرموت الأسبق وجليدان ولحقهم مباشرة سيارة أخرى حملت فيها شخصا يعتقد أنه طارق صالح، نجل شقيق عفاش وقائد حراسته، إضافة إلى حارس شخصي وطباخه الخاص وجنديين ببوابات التفتيش واحد مرافقي طارق وخرجوا جميعا بسيارة أخرى على أنهما مرافقين لاعضاء الوساطة. طلب عفاش من رفيقه الأمين عارف الزوكا بأن يلحق بهم وقال له أمام الجميع: ياعارف خلاص اطلع الشفر وتوكل مع الخبرة، وماعليك مني فانا جد عشت حياتي ورد عليه الأمين بكل حزم وإصرار: لا والله وحرام وطلاق ما انا بخارج ولا خطوة وأن مصيرنا واحد، موت أوحياة يابوأحمد. وأمام إصرار ابوعوض، ودع عفاش الكل وعاد مع رفيقه وحيدين إلى الداخل- مع بضعة عسكر وقناصة مستعدين للموت والمواجهة النهائية أيضا، كانوا مايزالون منتشرين أعلى مباني القصر- قبل حوالي ٣ إلى ٤ ساعات فقط من اقتحامه من قبل الحوثيين ومقتل الرجلين بداخله بعد بقينهما بأن لا فرار من مواجهة الموت بشجاعة كونه الخيار الاسلم لهما بعيدا عن الإهانة والاذلال الذي وضعهما فيه الحوثيين بعد ان يأسوا من إمكانية تجنيبهم لابن شبوه الجنوبية من أي عواقب ثأر وغضب مع أبناء شبوه، ولكون مشكلتهم مقتصرة مع عفاش باعتباره خائن ومتواصل مع العدوان ودعا إلى المصالحة معهم وفتح صفحة جديدة معهم كما جاء في خطابه الأخير على قناته اليمن اليوم بصنعاء التي استولى عليها الحوثيين ووقفوا بثها بعدها بوقت قصير جدا وتزامنا مع انتظار مشاهديها لجديد اخبار انتصارات قوات عفاش وحزبه المؤتمر على الحوثيين بصنعاء، واستمرار قنوات اعلام السعودية والإمارات بالترويج لتلك الانتصارات التي وصلت إلى الزعم بالسيطرة على مجمع وزارة الدفاع بالعرضي ودار الرئاسة ومعسكرات الحفا والصباحة واستعادة مقر قيادة ومعسكرات الحرس الجمهوري وتحرير محافظتي البيضاء وذمار من الحوثيين، بينما كان الزوكا وعفاش يتفرجون بالداخل وبصمت مؤلم وابتسامة سخرية مقهورة من خذلان الجميع لهما، تكاد ان تنطق منهم، على سذاجة وكذب وتضليل إعلام التحالف وكل منهم يحمل رشاشة إلى جانبه معتقدين ان جموع السبعين المليونية التي احتشدت قبلها بأيام وقبائل الطوق وقادة عسكر النظام القديم يتوافدون باتجاه صنعاء لكسر الحصار المفروض عنهم تلبية لدعوة عفاش لهبة شعبية إنقاذية للثورة والجمهورية التي استشعر الخطر المحدق بهما، بعد ان احاطت المليشيات بعقر داره فقط وليس حينما اقتحمت صنعاء بتنسيق معه ومباركته. خذل التحالف صالح كما سبق له أن خذل السعودية وتلاعب بها حد إقناعها والإمارات بتقديم دعم للحوثيين لاقتحام عمران وصولا لصنعاء بذريعة محاربة الإخوان الخطر المحدق باليمن والمنطقة،وإنهاء مصدر قوتهم القبلية والعسكرية المتمثلة بآل الأحمر وجنرال الفرقة الأولى مدرع اللواء على محسن كاتيوشا، ولذلك أدركت السعودية متأخرة أن الرجل لعب بها وتلاعب بالجميع واستخدم الحوثيين للانتقام من الجميع وأولهم الخليج وأنه يستحق الموت على ايديهم الآن، جزاء فعلته التامرية معهم،فكانت المملكة مقتنعة باستحقاقه لتلك النهاية المهينة لرئيس حكم بلده ٣٣ عاما وانتهى ملفوفا بين بطانية يتلاعب بها ثلة متشفين من أطفال ومقاتلي المليشيات، زعم دعوته بالوقت الضائع لفتح صفحة جديدة مع ودول التحالف لوقف الحرب،وخلافا لحال الامارت التي فشلت كل مساعيها الانقاذية وتحليق مقاتلاتها فوق العاصمة يومها،لارعاب المليشيات، املا في إخراج الزعيم من قبضة محاصريه ورفيقه، لكن دون جدوى، فقد كان الاصرار الحوثي على الاجهاز عليه بأي ثمن كان، وهو ماتم. تناقض عفاش كثيرا في آخر خطاب له يبدو أنه صور بهاتف، وناقض حديثه عن تمسكه بمواقفه الرافضة للعدوان على اليمن وشكره لله انه سيلقى ربه وهو يدافع عن بيته بدلا عن وطنه، هو ماخالف ما قد سبق له وأن قاله في الخطاب الذي سبقه بدعوته للهبة الشعبية ضد الحوثيين واستعداه لفتح صفحة جديدة مع التحالف، بنرجسية قذافية غريبة ومنطق واهم  مايزال يصور نفسه انه رجل اليمن الأول وصاحب كلمة قيادة المعركة اليمنية الحوثية مع التحالف وليس الجماعة، الا عسكر معه في تلك الحرب التي كان رأسه ثمنا لها في الاخير. لعب صالح بكل التناقضات بذكاء فطال حكمه خلافا لكل من سبقه لكنه دفع ثمنا اشنع من ما من سبقوه للحكم. وهكذا كانت عدالة الله منصفة كثيرا لحضومه، حينما آفاق اليمنيون والعالم على نهايته التراجيدية بتلك الطريقة التي ابكتني شخصيا دون شعور ولم اتمالك دمعي وانا أراه جثة مسجاه يتلاعب بها داخل بطانية مهترئة هي اخر ما أحاط به من ملك وجاه وسلطة وزعامه.

#ماجد_الداعري

إضافة تعليق
الأسم*
الموضوع*
نص التعليق*