• فؤاد باضاوي
قيثارة حضرموت
الثلاثاء 11 أغسطس 2020 الساعة 22:32
فؤاد باضاوي
حسن عبدالله محمد سواد قيثارة حضرموت وفتى الشحر البصير عاش حياته ، هيمانا بآلة الناي أعطاها من روحه ووجدانه الكثير ، وعزف نغما حزينا ومفرحا يناجي الأرض والليل والحب الجميل ويردد مع الألحان شجونه وآلامه وأحلامه ، عرف عنه المرح والدعابة والنكتة وخفة الدم وهو الكفيف البصير الذي أبصر عزفه وألحانه النور وعانقة الأنوار والآلام والأحلام ورسخت في الذاكرة وستظل الى ماشاء الله ..   
 ( ناي )الشحر البديع  ، صدح بكل جميل على مدى خمسين عاما كان خلالها نهر عطاءا دفاقا ، عزف مع كبار الفن الحضرمي سعيد عبد النعيم و محفوظ بن بريك وبدوي زبير وكرامة مرسال  ومفتاح كندارة وعلي سالم بن بريك ومعظم فناني حضرموت ،  وكان الإخلاص أبرز سماته ، وكان حضوره لافتا على حشبة المسرح ، شارك حضرموت العديد من الإحتفالات ، هو الناي الأبرز على الساحة الحضرمية والوطنية ، رفض السفر الى الولايات المتحدة مع جوهرة الطرب الراحل الفقيد ( بدوي زبير ) وظل مسافرا مع النغم واللحن الجميل والناي الرائع ، إرتبط بالفنان الراحل / بدوي زبير / بعلاقة قوية ، جمعنهما السهرات والجلسات وكان يذهب مع / بدوي / الى مدينة شبام ويجلس هناك فترات طويلة ..
 قابليني ياسعاد وألبسي ثوب السعادة ، عدت لك والخير عاد ، عود الله كل عاده ، قابلته سعاد الزبينة بثوب الحب والسعادة وألبسته ثوب الفرح وأنسته وعايشت آلامه وأحزانه ، وغردت في سماه الصافية الصادقة بأجمل الألحان وأرق الأنغام ، وكان لصوت أمواجها الهادرة وسكونها وصفاء نفوس أهلها وحبها للفرح دورا كبيرا في تحويل حياته ومعاناته الى أفراح وألحان وصوت فرح لناي حزين ، عرف عن صاحبه الإجادة والجودة والمرح .. وكان( الحسن سواد ) عنوانا بارزا في سماء أم اليتامى ولاطال حزنك ياسعاد الشحر ياأرض الزبينة ..
  رحل إبن سواد عن دنيانا وترك رحيله أثرا وتأثير في مدينة البحر ( الشحر ) وحضرموت والوطن لينظم لقافلة المبدعين الذين غادرو الشحر وبكتهم سعاد ومازالت بينهم، حبيب الملايين مبدع الكلمة واللحن السيد ( حسين المحضار ) ومتعدد المواهب وفارس الألحان والإيقاعي المبدع  ( علي سعيد علي ) وشقيقيه حسن وسالم سعيد رحمهم الله وغيرهم كثر من المبدعين  ، وغابت شمس الناي الشارقة بالحب برحيل ( حسن سواد ) وبكاه السواد الأعظم من أبناء مدينة ( سعاد ) وخلف ألحانا ستخلد الى ماشاء الله مصبوغة بأسلوبه الرقيق والسهل الممتنع ، وكثيرة هي الألحان التي أفرزتها قريحته ونفث فيها من روحه وغناها العديد من فناني حضرموت وذاع صيتها ..له العديد من الألحان الرائعة والخالدة بينها / أنتم على بالي مقدر تناساكم لايوم نحشر/ وأغنية صبر ياقلب لاتندم  كلمات الشاعر / عبدالله  حسين العيدروس وأغنية / اللي بلامعروف لقى السبع والذمة من كلمات الشاعر / محفوظ النشادي وغيرها من أغني وهو من أصدقاء الراحل الشاعر الكبير / حسين أبوبكر المحضار / وأحد أبرز جلاسه رحمه الله ..   
 رحل إبن الشحر بعد عمر طويل قضاه مع الناي   والألحان البديعة والطرب الأصيل والنغم الحالم ، رحلت قيثارة الفن الحضرمي والأصالة الفنية ، رحلت القيثارة التي حلقت في أجواء الفرح والشجن والمرح ، عانى كثيرا من المرض وذهب الى جمهورية مصر للعلاج برفقة رئيس جمعية الفنانين الأستاذ / محمد أنور /، لكن المرض كان قد تمكن من جسده النحيل فعاد أدراجه الى مسقط الرأس ( مدينة الشحر ) ليقضي آخر أيامه بين بناته وأحبابه وفي الأرض التي أحبها وعشقها وبادلته الود والحب والوفاء، لفظ أنفاسه الأخيرة في منزله في مدينة سعاد ، وكانت السلطة المحلية قد كرمته  ولم يتمكن من الحضور لإشتداد المرض عليه ، لديه ست بنات أكبرهم تبلغ ٢١ عاما وأصغرهن ٦ سنوات وهن الآن عند أخوالهن آل الرويشد في مدينة تريم .. هو موظف على المعاش في وزارة الثقافة فرع حضرموت وندعوا السلطة المحلية ووزارة الثقافة الى إيلاء بناته وزوجته الرعاية التي يستحقينها تقديرا لوالدهن المرحوم حسن سواد الذي قدم للفن الكثير من عمره وعاش حياته في محراب قصبته.   ( المدروف ) والألحان الجميلة وكان متفردا يعزف كل المقامات اليمنية بمدروفه الذي عرف به طوال مشواره.
 رحل عن دنيانا ونعته الأوساط الفنية والسلطة المحلية  وسلاما حسن عبدالله سواد ، وداعا ناي الشحر الحزين ، وداعا بكل معاني الحب والود والى جنة الخلد أيها الوفي البصير !!!
إضافة تعليق
الأسم*
الموضوع*
نص التعليق*