اليوم هو الرابع من يوليو يوم تأسيس الحلف في العام 2013م في وادي نحب بغيل بن يمين .. سبع سنوات مرت على ذلك اليوم التاريخي .. أتذكر توافد الوفود الحضرمية التي وصلت تباعاً من كل أرجاء حضرموت ساحلها وواديها وصحرائها ملبيين دعوة الحموم التي أطلقوها بعد الحادثة التي استهدفت عزتهم وكبرياؤهم في عقر دارهم من قبل قوى غاشمة تمادت في جبروتها وأوغلت في تعاملاتها القذرة بتجاهل إنسانيتهم وحقهم في عيش كريم فوق ارضهم وحرمانهم من ثرواتهم ومن كل فرص العمل في الشركات النفطية التي تنخر حفاراتها أعماق أرضهم التي عاشوا عليها منذ الأزل وحولتها إلى مناطق مشبعة بالتلوث البيئي بمخلفاتها الخطيرة التي أضرت الإنسان والحيوان والشجر والحجر والمياه الجوفية وعلتهم بالأمراض الخطيرة . كان ذلك اليوم يوماً تاريخياً سجلته تلك الوفود الحضرمية الأصيلة في ذاكرة التاريخ كأول لقاء جمعهم قاطبة توجوه بتوحيد صفهم وكلمتهم بتشكيل حلف قبائل حضرموت الذي باركه الله بنزول الغيث لحظة توافقهم عليه وأيده كل الحضارم داخل حضرموت وخارجها وتأييد مخرجاته التي ترفض كل الممارسات التي تجري في حضرموت والمضي في تحقيق مطالبهم . اتذكر في ذلك اليوم الرجل المهاب المقدم سعد بن حبريش وهو يصول ويجول في أرجاء المكان يتقدم أقرانه مقادمة وشخصيات الحموم لإستقبال الجموع القادمة ويوزع الإبتسامات وكلمات الترحيب لكل المقادمة والشخصيات التي وصلت تباعاً تحذوهم الآمال في لقاء يلبي طموحاتهم جميعاً بتغيير ماهم فيه من ظلم وغبن . شعر المقدم سعد بعظم المسئولية التي أولتها له حضرموت لقيادة حلفها الوليد وأنه أصبح في يوم ليس كبقية الأيام التي خلت بتحمله رئاسة الحلف وإدراكه بما يتطلب من جهود جبارة لتماسكه وتحقيق الأهداف التي أُنشئ من أجلها .. أنفرجت أساريره فرحا بتحقيق حلم قيام الحلف والتوقيع على وثيقته أنسته التعب والعناء وماصاحبها من الضغوط التي قابلها أثناء لجوءه وتحصنه في وادي نحب بعد حادثة بوابة الشركات من لقاءات واجتماعات ومشاورات وتهديدات تعرض لها . بعد مغادرة جميع الوفود لوادي نحب في تلك الليلة سألني إن كنت أشعر بالتعب من كثر العمل المتواصل فقلت له الحمد لله أشعر بسعاده كبيرة بما تحقق من إنجاز عظيم لحضرموت وقلت له لاشك أن لديك نفس الشعور فقال نعم الحمد والشكر لله على ما وفقنا الله على آنجازه وأن هذا اليوم يعتبر يوم تاريخي لنا جميعا في حضرموت . رحم الله المقدم سعد بن حبريش رحمة الأبرار وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة .