• م.لطفي بن سعدون
هل تخلع حضرموت شرعية هادي؟
الجمعة 3 يوليو 2020 الساعة 13:34
م.لطفي بن سعدون في احدى الامسيات الجميلة من عام ٢٠١٤م،كنت في لقاء خاص مع الرئيس هادي في قصره الرئاسي بشارع الستين بصنعاء. وقد دام اللقاء معه على انفراد لمايقارب الساعة ، اطلعته فيها على تطورات الحراك السياسي الشعبي والقوى المؤثرة في حضرموت ،في أعقاب الهبة الحضرمية المباركة. وأوضحت له نبذة مختصرة عن التاريخ الحضرمي المتالق والدور الحضرمي في ترجيح الكفة خلال الصراعات التي كانت حضرموت في محورها ومنها اسقاط الحكم الاموي الجائر وإضعاف المد البرتغالي ضد العرب وكان آخرها ماجرى في الجنوب بترجيح كفة الطغمة والحاق الهزيمة بالزمرة، بعد ان استخف ناصر بثقل الحضارمة ولم يعيرهم أي انتباه. وقلت له حينها بصريح العبارة بان حضرموت سترجح كفتكم في صراعكم مع مراكز النفوذ الزيدي وكل منظومة الحكم القديمة العفاشية الاحمرية ، شريطة ان تولوها عناية خاصة وتمدوا أيديكم بالرعاية والاهتمام لحلف قبائل حضرموت، الذي اصبح بعد الهبة يشكل القوة السياسية المؤثرة في حضرموت بدون منازع. وعندما سالني عن كيف سيتم ذلك؟أجبته بتحقيق المطالب المرفوعة من الحلف في بياناته عند التاسيس وبعد الهبة. ووعدته بحكم موقعي في قيادة الحلف وعلاقتي الجيدة بكافة قياداته ومنهم المقدم عمرو بن حبريش وبكثير من قيادات النخب الحضرمية المختلفة، بان أبذل كل جهدي ليكون الحلف ومعه كل حضرموت بقضها وقضيضها سندا قويا الى جانبه وستكون ناصرة له بإذن الله. وبالفعل رايت في عينيه وتعابير وجهه تقبلا كبيرا لما طرحته عليه، وطلب مني تسليمه المذكرة التي كنت احدثه منها ، بما حددته فيها من رؤى مسبقة.وقد عرجنا ايضا في هذا اللقاء الحميمي، على المصاعب التي تحيط به، وعلى تعقيدات الوضع العام التي تعيشها بلادنا والتهديدات التي يحيكها عفاش ضده وكل المنظومة الزيدية وتجار الحروب. واوضح لي الكثير منها ساتناولها في مقالات قادمة باذن الله. وبالفعل وفى هادي حينها بوعوده، وربط علاقات مباشرة مع عمرو وحقق اهم مطالب الحلف ،ومنها دفع مبالغ التحكيم والحكم والتجنيد والتوجيهات لبترومسيلة بتحقيق مطالب الحلف وغيرها. وبالمقابل وفيت انا بوعدي له، بان يكون الحلف وحضرموت سندا ومناصرا قويا له.وهذا ماحصل بالفعل، فقد ظلت حضرموت منذ تلك الفترة مؤيدة له ولشرعيته ،بكل قوة وصدق و دون جدال،وفي كل المنعطفات الخطيرة التي عصفت به وبشرعيته حتى يومنا هذآ. ولكن يبدو ان الاحداث الدراماتيكية التي مر بها الرئيس هادي وتغير الاولويات في سياسته ،و تغير بطانة الحكم والمقربين التي تحيط به، قد ابعدت هادي عن حضرموت، وأصبح لايعيرها الاهتمام الكافي، كما كان في تلك الفترة الذهبية من حكمه. فقد لاحظنا ان معظم قراراته الخاصة بتحقيق مطالب حضرموت لا تاخذ طريقها للتنفيذ من الحكومة . وكان اخرها توجيهاته في أعقاب الوقفة الاحتجاجية الكبرى بالمكلا بيوم الاحد ٢٢سبتمبر ،وكلماته الرائعة بحق حضرموت وشعبها، ووعده بتحقيق كل المطالب المرفوعة.ولكن للاسف الشديد لم تنفذ حكومة الفيد والنهب اي من المطالب،وأصيب الحضارمة بخيبة إمل من ذلك وأعتبروا الرئيس هادي كاذبا بحقهم ، واصبحنا لا نستطيع الدفاع عن هادي او نحشد الناس خلف شرعيته، لاننا حتى نحن قد بدانا نشك في مصداقيته. وجاءت توجيهات العليمي مدير مكتبه، لمعالجة الاختلالات الامنية بالوادي، لتكون القشة التي قصمت ظهر البعير في علاقة حضرموت بهادي،حيث بلغ أستياء الحضارمة من هادي وشرعيته حدا لايطاق. فكيف بهادي أن لايعيرهم اي اهتمام !!! وشلال دم ابناء حضرموت، تهريقه انهارا عصابات القتل والاجرام والارهاب ،وتحت نظر قواته في المنطقة العسكرية الاولى واجهزته الامنية والمخابراتية. نعم لقد بدات سفينة الحضارمة تبعد رويدا رويدا عن هادي. واذا لم يتدارك هادي الامر سريعا لاستعادتها اليه، فان المسافات بينهما في هذه البحور المتلاطمة ستتباعد ،وستكون نهاية هادي وشرعيته قريبة لامحالة. فمن لا يكسب رضاء وحب الحضارمة ،يعجل في نهايته ،واحداث التاريخ التي ذكرناها شاهد على ذلك. والكره الأن في مرماك ياهادي !!!أما حضرموت او الطوفان،فأيهما تختار؟؟؟
إضافة تعليق
الأسم*
الموضوع*
نص التعليق*