أعجبني التحقيق الاستقصائي والجهد المحترم لقناة الجزيرة #موتٌ_على_الحدود وكأول جهد تحقيقي اكتملت فيه أغلب عناصر التحقيق الاستقصائي من وجهة نظري المتواضعة، سواء كانت وثائق او مشاهد مصورة سرية وحصرية او تفاصيل جديدة ولقاءات خاصة مع ضحايا وشخصيات معنية بعمليات جمع وتحشيد مقاتلين يمنيين للقتال بالحدود السعودية كمرتزقة، بعيدا عن وزارة الدفاع وقنوات التجنيد الحكومي الرسمي إضافة إلى تتبع المجنديين إلى داخل أسوار معسكرات استقبالهم وتدريبهم داخل معسكرات حدود المملكة ولأول مرة. لكن التحقيق أغفل بشكل غريب، ذكر أي عمليات تجنيد تجري بالمناطق الجنوبية الأكثر نجنيدا في الحقيقة من محافظتي تعز وإب ومناطق شمال اليمن، وعدم التركيز او ذكر لأي عمليات استقطاب سلفية كبيرة في الجنوب وتحشيد لمقاتلين جنوبيين واستغلال ظروفهم وأوضاعهم المالية وتجاهل أيضا الإشارة إلى ان اغلب الضحايا وقتلى المواجهات الحدودية ينحدون من مناطق جنوبية، تتصدر الضالع رأس القائمة، ولعل الأمر يعود إلى عدم تمكن معد التحقيق جمال المليكي من التصوير جنوبا والتواصل مع قيادات عسكرية جنوبية او نتيجة غياب الرغبة القطرية في كشف الجهات المتورطة بعمليات التجنيد في المناطق الجنوبية،لحاجة في نفس الأمير وأهداف ترتبط بحرص الجزيرة على حماية الأطراف اليمنية الأقرب إليها ولتنفيذ سياسياتها الإعلامية تجاه السعودية والاكتفاء بالجهات العسكرية المرتبطة بحكومة الشرعية والتحالف كبعض معسكرات والوية جيش الشرعية بتعز التي كشف التحقيق أنها مصدر التجميع والاستقطاب للضحايا واستغلال حاجتهم وأنها منطلق تحرك حافلات نقلهم إلى الوديعة ومنها إلى معسكرات الحد الجنوبي للملكة. لكن التحقيق يبقى رائعا بما تمكن من ايراده من لقطات ومشاهد حصرية وتفاصيل ولقاءات شملت ضحايا ومسؤولين حكوميين معنيين اكدوا جميعا وجود جرائم تجنيد واستقطاب لمقاتلين مرتزقة بينهم أطفال وصغار سن والدفع بهم للقتال والموت على الحدود السعودية اليمنية دون تدريب او تنسيق مع الجانب اليمني واستخدامهم في مقدمة الجبهات بدلا من الجيش السعودى، ناهيك عن تورط ضباط سعوديين بجريمة قصف مواقع لهؤلاء الضحايا اليمنيين عقابا على مخالفتهم لاوامرهم بالتحرك نحو المحرقة مع الحوثيين، حسب تأكيد احد الجنود الضحايا وشهود العيان. #الموت_على_الحدود_جهد_استقصائي_يستحق_الاحترم #ماجد_الداعري