حضرموت لم تنجب فقط الرجال ذائعوا الصيت الذين إينما حلوا في أرض تركوا بصماتهم واضحة عليها. بل كذلك أنجبت النساء اللواتي سجلن فكرا ثاقبا وحضورا مائزا ومتفردا في عصرهن ومازال ممتدا الى لحظتنا هذه. المفكرة الحضرمية السيدة أبكار السقاف الكاتبة والباحثة الانثروبولوجية في الاديان. *لقد افردت لها ملحقا في اطروحتي للدكتوراة ضمن أهم رائدات النهضة النسائية العربية في القرن العشرين. جايلت أهم المفكرين والكتاب، من وزن طه حسين وعباس محمود العقاد الذي قال عنها "من انجب من رأيت" وهو من نعلم رأيه المناهض ضد المراة. لم يستطع إلا التوقف امام ابكار السقاف ليشهد لها. كانت ضمن كوكبة رواد الحداثة والتنوير العربي. بل ان كثير منهم اقتبس من فكرها وطريقتها المنهجية المتفردة في البحث، ولم ينسبه إليها للاسف! ظلمت ولم يشر إلى سبقها البحثي والفكري والانثروبولحي حول تاريخ الاديان الذي ناقشت فيه المسلمات الدينية بفكر وافق تجديدي. منعت السلطات المصرية كبع كتبها بإمر من الرئيس عبد الناصر، وهمشت وتركت في العزلة، حتى جاء رعيل المفكرين الجدد فانصفوها، وهاهو المفكر المصري د. سيد القمني يقول عنها: ان كتب افكار السقاف وكتب الفيلسوف سبينوزا هما من شكلا فكري وارائي.