• هند الإرياني
من كواليس مشاورات ستوكهولم
الاثنين 17 ديسمبر 2018 الساعة 01:14
هند الإرياني
 
مؤخرا شاركت في عدة قنوات عربية وأجنبية للحديث عن قضيتي في السويد وعن مشاورات السلام اليمنية في ستوكهولم.وعند الحديث عن اليمن كنت أتعمد أن أذكر الأخطاء التي ترتكب من كافة الأطراف، ولكن وسائل الاعلام كانت دائما تختار ما يناسبها وتحذف بقية ما قلته، فبدى للناس وكأنني أنتقد طرف واحد وهذا غير صحيح، ولكن للأسف هكذا هو الاعلام ينتقي ما يفيد مصلحة توجهاته.. إلا من رحم ربي.
كنت أتحدث مع سفير احدى الدول التي لها علاقة بالحرب في اليمن فقال لي "لا يوجد أي سياسي يمني من المشاركين في هذه المشاورات يهمه مصلحة اليمن"، وكأنه يريد أن يصفهم بالمرتزقة الا انه كدبلوماسي لا يمكنه أن يستخدم هذا الوصف، ولكنني قلتها في نفسي وسكت.
ثم تابع حديثه قائلا "من يهمه مصلحة اليمن يجلس في مكان المتفرج"، فقلت له "لا هذا ليس صحيحا؛ وانما لا تتاح له الفرصة"، فاعترض على كلامي قائلاً " لا إنه اناني يخاف من التدخل حاليا وينتظر ان تهدأ الأمور".
تذكرت مقال كنت كتبته قبل فترة طويلة ذكرت فيه أسباب عدم مشاركة الوطنين في هذه الفترة الصعبة التي تمر بها اليمن، وهي أسباب كثيرة منها الخوف على صورتهم لان كل من سيشارك حاليا سيحرق صورته امام الناس وسيرتبط اسمه بالحرب والمجاعة، عدى الاعتقاد بأنه لن يستطيع ان يقوم بتأثير حقيقي في وجود امراء الحروب، لذلك ينسحب الوطني ويترك الساحة لهؤلاء الذين لا يحترمهم حتى من يتعامل معهم على طاولة المشاورات.
في هذه الطاولة التي لا يوجد فيها الا امرأة واحدة فقط تجد أن صوت من يريدون ايقاف هذه الحرب يكاد يكون معدوما، هنا نسمع فقط صوت تبادل المصالح والسلطة، ربما هذا هو حال السياسة دائما وربما هذا هو حال العالم بشكل عام، فالمال والسلطة هو ما يحرك كل ما يحدث حولنا، أما حقوق الانسان والسلام فهي مسميات قد تطبق لفئة معينة ولكن ليس لكل البشر، فالعدالة لم تتحقق بعد على كوكبنا هذا، ولا أدري إن كانت قد تحققت في زمن ما في تاريخ هذا الكوكب.. ربما.
إضافة تعليق
الأسم*
الموضوع*
نص التعليق*