• د.ياسين سعيد نعمان
قواعد جديدة للتفاهم والوحدة
السبت 17 فبراير 2018 الساعة 00:48
د.ياسين سعيد نعمان

حملة المصالحة على قاعدة الخروج من الاتحاد الاوربي، هي البرنامج السياسي الذي يقوم بتنفيذه على نطاق واسع قادة " البركست" في بريطانيا.
فقد بدأ منذ يومين قادة ال "بركست" حملتهم الخطابية الموجهة إلى البريطانيين الذين صوتوا لصالح "البقاء" في الاتحاد الأوربي في الاستفتاء الشهير الذي تم في يونيه ٢٣من عام ٢٠١٦ والذي أسفر عن النتيجة ٥٢: ٤٨ لصالح الخروج من الاتحاد .
يحاول قادة "الخروج " أن يعيدوا بناء قواعد جديدة للتفاهم وللوحدة المجتمعية الداخلية من خلال تهوين مخاطر الخروج التي بدأت ملامحها تبرز على الصعيد الاقتصادي ، وطمأنة المجتمع بأن هذه مجرد ظواهر مؤقتة ، وأنها غير ذات شأن بالمقارنة بما سيرتبه الخروج من نتائج إيجابية لبريطانيا على المدى البعيد .
كان أول القادة الذين ألقوا خطابهم يوم الأربعاء في هذاالمسار التاريخي الهام ، وفي إطار التعقيدات التي تكتنف المفاوضات مع الاتحاد الاوربي بشأن " اتفاقية الخروج" ، هو السيد بوريس جونسون وزير الخارجية والقائد المؤثر لعملية الخروج . كان خطابه ودياً تجاه البريطانيين الذين صوتوا لصالح "البقاء" ، ولكنه شديداً وحاسماً تجاه قرار "الخروج " وكل من يطالب باستفتاء آخر .
قال "إنه يمد يده للذين صوتوا من أجل البقاء ويشعر بالتعاطف مع رؤاهم التي يعتقد انها كانت نبيلة ، لكنه يرى أن الحديث عن استفتاء آخر سيسبب انقسامات أخرى ، مع اعتقاده أن أي استفتاء آخر لن يغير النتيجة" .. وقال "ان قرار الخروج يجب أن ينظر إليه على أنه باعث للأمل أكثر من كونه مثير للخوف "..
من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة جدلاً واسعاً وعميقاً داخل المجتمع البريطاني لا سيما وأن الزمن المقرر للخروج يقترب على نحو سريع ( ربيع العام القادم) مع بقاء كثير من القضايا معلقة مع الاتحاد الاوروبي ، ناهيك عما يعتري المجتمع البريطاني مخاوف ناشئة عن أسئلة هامة حول المستقبل لم يتم الرد عليها بوضوح حتى الان .
يثير الخوف من استمرار الانقسام المجتمعي أسئلة يتأهب المجتمع كله الرد عليها . وبدون تنازلات متبادلة يصبح من الصعب التنبؤ بإجابات واضحة

إضافة تعليق
الأسم*
الموضوع*
نص التعليق*