• هند الإرياني
كنتُ ضدَّ صالح ولكني بكيتُ عليه حزنا بعدَ قتلِه
الأحد 10 ديسمبر 2017 الساعة 02:12
هند الإرياني


"أنا كنتُ ضدَّ الرئيسِ السابقِ علي صالح ولكنني بكيتُ عليه حزنا بعدَ قتلِه".
هذه الجملةُ تكررت مرارا من قِبلِ الكثيرِ من اليمنيين، نعم بكَينا جميعاً بكينا لأسبابٍ عدة، أهمُّها الشعورُ بالخوفِ من المستقبل، لا ندري إلى أين ستذهبُ اليمن.
بعث لي أحدُ الأصدقاءِ النشطاءِ العرب يقولُ لي «مبروك" معتقداً بأنني سأفرحُ لموتِ علي صالح ولكنني لم أكن فرحةً أبدا، لا ليس الموضوعُ متلازمةَ ستوكهولم، حزنُنا كانت له أسبابٌ أخرى، خوفُنا من ضياعِ الجمهورية وعودةِ الإمامة، خوفُنا من أن الحربَ ستطولُ وتزيدُ حدتُها ومعاناتُنا، خوفُنا من المجهول.
هذا هو السببُ الرئيسي.. الخوف..
موضوعُ اليمنِ يعجزُ عن فهمِه أغلبُ العربِ وليس فقط الأجانب، ولا الومُهم لأن سياسةَ اليمنِ معقدةٌ لدرجة أننا أهلَ اليمن نعجزُ عن فهمها، قد تجدُ المتحاربون يجلسون في مقيلٍ للقات ثم في المساءِ يقتلون بعضَهم، هي سياسةٌ لا يفهمُها إلا من كان جزءًا منها.
التقيت بفتاةٍ عربيةٍ لطيفة في إحدى المناسباتِ فبادرتني بالسؤالِ: "ما الذي يحدثُ في اليمن؟"  هذا السؤالُ الذي يتكررُ كثيراً فقلت لها أننا نعيشُ في حرب، وكانت المفاجأةُ أنها لا تعرفُ ذلك، وعبرتْ لي عن حزنِها وأسفِها أنها لا تتابعُ أخبارَ اليمن، لا أدري هل لا يهتمُّ العرب بمحاولةِ فهمِ ما يحدثُ لليمن أم لأن الوضعَ المعقدَ جعلهم يتجاهلونها أم أن هناك أسبابٌ أخرى لا أفهمُها.
ما يحدثُ في اليمنِ أننا كشعبٍ يمنيٍّ نشعرُ بالتيه وكأننا وسطَ غابةٍ ولا نجدُ من يرشدُنا للخروجِ من هذه الغابة، ونخافُ أن تأتيَ حيواناتُ الغابةِ وتنهي حياتَنا. هكذا يشعرُ أغلبُ أهلِ اليمن من الشمالِ للجنوب، سواءً في الداخلِ أو الخارج، هو شعورٌ لا أتمنى لأحدٍ منكم أن يشعرَ به، وكأنك تمحو ذكريات ِطفولتِك والأيامَ الجميلةَ التي قضيتَها في شوارعِ بلدِك وتحتَ سمائِها. صحيحٌ أنني اؤمنُ بالوطنيةِ العالمية وهو ما أشعرُ به ناحيةَ كلِّ بلدٍ أقيمُ فيه، ولكن تظلُّ ذكرياتُ الوطن عالقةً في الذهنِ ويظل الوطنُ جزءا منك أينَما ذهبت، فعندَما يسألُك أحدُهم ماهي بلدُك فبالتأكيدِ ستذكرُ اسمَها، ولكن الوجعَ أن يصبحَ اسمُ بلدِك مرتبطا بالدمارِ والدماء.

*مونت كارلوالدولية

إضافة تعليق
الأسم*
الموضوع*
نص التعليق*