• منى صفوان
الشمال للحوثيين.. والساحل الغربي للجنوب والامارات بعد صالح
السبت 9 ديسمبر 2017 الساعة 03:32
منى صفوان

وسط فاجعة اليمنيين بمقتل رئيسهم “علي عبد الله صالح” على يد الحوثيين،  انطلقت عملية تحرير الساحل الغربي من قبضة الحوثيين، حيث تتقدم قوات الشرعية والمقاومة الجنوبية باتجاه مدينة الحديدة، بعد السيطرة على باب المندب.
ووسط تقدم الشرعية بغطاء التحالف العربي، تعيش صنعاء واحد من اقسى فصولها حزنا وفاجعة، بعد مقتل رقم صعب في اللعبة اليمنية، حيث كان صالح يشكل كفة ثقيلة في تحالفاته سواء في تحالفه مع الحوثيين او في الانقلاب عليهم قبل 4 ايام  من مقتله على يدهم في منزله.
فقد قتل الرجل في منزله حاملا سلاحه وهي المرة الاولى التي يقتل فيها رئيس يمني بهذه الطريقة، وانتهت معه احدى مراحل الصراع في اليمن، وبدات مرحلة جديدة يظهر فيها الحوثيون  المسيطر الاوحد على شمال  الشمال بما فيه صنعاء “حاضنة الزيدية”
وان كان اليمنيون قد بكوا الرجل حتى خصومه،  فهذا لانه كان لهم الامل الاخير للتخلص  من حكم مليشيا دينية طائفية، ساهم هو في ادخالها الى صنعاء وسيطرتها على الشمال.  و لايعني التخلص من الحكم الاوحد للحوثيين اجتثاثهم او منعهم من المشاركة، بل كانت محاولة لعودتهم للمربع الاول كاحد الفاعلين وليس كفاعل رئيس واوحد.
لقد قتل  صالح في الوقت الذي اراده اليمنيون ان يعيش، احدى المفارقات القدرية، التي تكتمل باعلان تحرير الساحل الغربي تلك المنطقة الاستراتيجية الهامة التي كانت السيطرة عليها احدى اهم اسباب الحرب في اليمن.
 الساحل الغربي مهم جدا للتحالف العربي خصوصا لدولة الامارات ، لانه جزء من مخططها في اليمن وجزء من امنها، وتامينه يعني تامين الامن الاماراتي – الخليجي وتأمين مرور ناقلات النفط ، ويمكنها من السيطرة على كامل الساحل اليمني من حضرموت اقصى الجنوب مرورا بعدن ، وانتهاء بالحديدة في الغرب،وهذا يؤمن حركة الملاحة، وميناء جبل علي ومستقبل دبي.
اما الشمال غير المطل على الساحل، فهو غير مهم ولا مؤثر في هذه المعادلة، وكانت المحاولة الاخيرة لتحريره من قبضة الحوثيين هي “انتفاضة علي عبد الله صالح” والتي فشلت بمقتله، وبذلك خسرت الشرعية وخلفها التحالف العربي اخر اوراقها.
 الحوثيون الذين قد ينسحبون من بقية الساحل، لان حاضنتهم الشعبية هناك شبه معدومة وجراء الخسائر التي يتلقونها، قد يبقون  الحديدة في قبضتهم للمساومة بها في مفاوضات مرتقبة، وقد تكون الامم المتحدة هي الوسيط والطرف المحايد الذي يسلم له الميناء الشمالي الاهم
وهنا يرفع الحصار، الذي اكد ترامب على اهمية رفعه، وطلب من السعودية فعل ذلك فورا، لهذا يتعجل التحالف باعلان قبض السيطرة على الساحل فيما فيه “الخوخة” قبل اعلان فتح الحصار البحري والجوي.
الحوثيون بذلك لايخسرون، فهم يقبضون سيطرتهم على مناطق نفوذهم الزيدية ويقيمون دولتهم، ويصبحون رقما صعبا في المعادلة المحلية والاقليمية، والحديث عن تحرير صنعاء الان ليس مطروحا بعد فشل اخر المحاولات، فالرجل الوحيد الذي كان يمكنه فعل ذلك قتل ، وهذا يفسر قرار تصفيه او اعدام صالح من قبل الحوثيين.
يسلم الساحل الغربي لسطات الجنوب وتحالفها الاماراتي ، تبقى المحافظات الشرقية خصوصا مارب والجزف مع الشرعية وتحالفها السعودي ، وشمال الشمال مع الحوثيين المرتبطين بايران.
تقسيمة توافقيه للجميع ، التحالف العربي والحوثيين، بعد امهال التحالف انهاء حرب اليمن قبل نهاية العام، واخفاقه بذلك، وبذلك يسلم الشمال لسلطة حوثية بلا شركاء او مع شركاء اضعف منها “المؤتمر الشعبي العام لم يعد حزبا قويا بعد صالح”
الالم والخوف الذي يلف صنعاء الان يترافق مع حالة اعتقالات واعدامات وتصفيات بين صفوف المؤتمر الشعبي العام، وقطع اي علاقات تربطهم بجبهات الشرعية عن طريق تفتيت قواهم العسكرية، بعد انضمام قبائل طوق صنعاء الى الحوثيين، مما يعزز فرضيه خيانة هذه القبائل لصالح او على الاقل عدم دفاعها عنه .
قوة الحوثي
الحوثيون الان هم الحلقة الاقوى في الشمال، ولا شريك او منافس لهم، وكان المؤتمر الشعبي بقيادة الراحل صالح كفة قوية في الميزان، وواحد من اهم بنود اللعبة اليمنية واقوى المؤثرين فيها، وبغيابه ياخذ الصراع منحى مختلف.
 صنعاء اليمن ومعها كل المدن اليمنية تنتظر اي تسوية من اي نوع للملمة الجراح والالم  ان اليمن يخرج الان من الحرب والحوثيون اكثر قوة من قبلها، بلا شريك وبلا علي عبد الله صالح، والشرعية في الخارج والامارات والسعودية في الداخل، يخرج اليمن مدمر، والارقام الكارثية عن الماساة الانسانية تتزايد، يخرج بمستقبل مظلم، وبسياجة منقوصة، وبحكم تقسيمي، وحقد مناطقي، وبحروب لا تنتهي وصراع متجدد.

إضافة تعليق
الأسم*
الموضوع*
نص التعليق*