كم من المرات قرأت هذا التعليق في ردود عن تغريدات كتبتها الحقوقيات السعوديات عن قيادة المرأة للسيارة، تحملن الكثير.. منهن من تعرضت للاحتجاز وكلهن تقريبا تعرضن لتشويه السمعة هذا غير المسبات التي تصلهن يومياً..
اليوم لا أستطيع أن أصف شعوري.. لا أبالغ إن قلت إن اليوم هو من ضمن الأيام الأسعد في حياتي، فرحتي لا توصف بخبر السماح للمرأة السعودية بالقيادة، كتب أحدهم مستغربا من فرحتي "ماذا تستفيدين من قيادة المرأة للسيارة في السعودية؟" وآخر كتب جملة فيها كلمات غير مفهومة بسبب ضعف الإملاء" فعلا ناقصات عقل وميراث، أسعدك هذا الخبر؟ أرقدي .. " وثالث قال لي"لا تبالغي بالتفاؤل والنشوة بالنصر فمصيرك للمطبخ"!
ورأيت بعض النساء يكتبن على موقع تويتر رافضات لهذا القرار. وأنا أقرأ كل هذا أشعر أنني أعيش مرحلة تاريخية وبالطبع النساء هن أبطال هذه المرحلة، شعور جميل أن تعلم مسبقا أن هذه الأحداث ستتحدث عنها الأجيال القادمة وسيكتبون عن مسيرة حقوق المرأة العربية بإعجاب، فهذه السنة حدثت فيها قرارات مهمة في ما يخص حقوق المرأة، سواء في لبنان أو الأردن أو تونس واليوم السعودية.
ولاحظنا جميعا أن وعي الناس في ما يخص حقوق الإنسان بشكل عام يتغير سريعا، أصبح من يكتب كلاما عنصريا يتعرض لهجوم كبير، صحيح أن العنصرية لا زالت موجودة  ولكن الأهم أن ردود الفعل الرافضة أصبح صوتها عاليا وأكثر تأثيرا.. هذا بالإضافة إلى أن الكثير من الناس أصبح يستخدم العقل ويفكر بشكل أكبر ولا ينساق وراء من يستخدم الدين لفرض آرائه غير المنطقية، نرى يوميا كيف أن من كان انتقادهم يعتبر من المحرمات ولحومهم يقال عنها مسمومة، صارت نظرتنا لهم بعيدة عن الهالة القدسية وإنما مثل نظرتنا لأي بشري يخطئ ويصيب..
صحيح أن الشرق لا زال متأخرا ولم نصل لعصر النهضة بعد، ولكن يبدو أننا نخطوا أولى الخطوات، ولو فكرت فيها ستجد أن هذه الفترة أكثر امتاعا وتشويقا... تخيل معي لو كنت مواطنا من تلك الدول المثالية التي تراعي حقوق الإنسان والحيوان وبقية المخلوقات..لا جدال ولا حروب كلامية ولا أحداث درامية..يا للملل!
لذلك أرى بأنني محظوظة كوني من هذه المنطقة المليئة بالأحداث والتشويق..سعيدة أنني أرى التاريخ  يكتب أمامي وأنني جزء من مرحلة انتقالية تمر بها المنطقة، وأتمنى أن يطول عمري لأرى اليوم الذي تتوقف فيه الحروب ونركز على التنمية وحقوق كل المخلوقات.. آمين.