• افتتاحية الخليج
21 سبتمبر..ثورة أم نكبة اليمن؟
الجمعة 22 سبتمبر 2017 الساعة 22:45
افتتاحية الخليج

في الحادي والعشرين من سبتمبر/ أيلول من العام 2014، انقلبت جماعة الحوثي، المرتبطة بإيران على السلطة الشرعية في ، متجاوزة كل الخطوط الحمر، التي رسمتها مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، التي حرمت استخدام السلاح في الصراع لحل الخلافات بين الأطراف السياسية المختلفة، فاجتاحت، بمساعدة الرئيس السابق علي عبدالله صالح، صنعاء، بعد حصارها لمدة أسابيع، وأجبرت الرئيس الشرعي للبلاد عبدربه منصور هادي على ترك العاصمة متجهاً إلى عدن، إلا أنها ومعها شريكها وحليفها في الانقلاب صالح وحزبه، اتجهت لخوض حرب شاملة في المناطق الجنوبية من البلاد، مشعلة بذلك حرائق في كل اليمن لم تتوقف حتى اليوم.
بالأمس احتفلت الجماعة الانقلابية بما تسميه «ثورة 21 سبتمبر»، وهي في الحقيقة لا تعدو عن كونها نكبة على اليمن واليمنيين، فقد حولت الجماعة البلاد إلى ساحة مشتعلة من الحروب، مدشنة بذلك مرحلة جديدة من الصراع الدامي الذي مس كل بيت في اليمن، في الريف والحضر على حد سواء؛ إذ لم تشهد البلاد مثل هذا العدد من القتلى والجرحى والمشردين، الذين تأثروا من جراء هذه المغامرة غير محسوبة العواقب، التي أقدمت عليها الجماعة، متسلحة بدعم إيراني كامل، سواء من حيث السلاح أو من حيث المال، إضافة إلى الإعلام، حيث سخرت طهران للجماعة منابر إعلامية، من بينها قنوات «العالم» الإيرانية، و«المنار» التابعة لحزب الله، و«الميادين» الممولة من طهران، إضافة إلى استضافة قنوات تابعة للجماعة في الضاحية الجنوبية من بيروت.
خلال السنوات الثلاث من النكبة التي يعيشها اليمن واليمنيون، دخلت الجماعة في سباق لنهب ثروات وخيرات البلد، وتحول قادتها إلى أمراء حروب، وعاثوا بالبلاد فساداً، بعدما تم اختطاف الدولة ومؤسساتها المدنية والعسكرية والأمنية، وفي الأسابيع الأولى من سيطرتها على العاصمة صنعاء، تعمدت استفزاز الجارة لليمن، وهي المملكة العربية السعودية، من خلال إقامة مناورات عسكرية على حدودها الجنوبية، في رسالة واضحة مضمونها أن المملكة هي الهدف القادم بالتنسيق مع إيران، التي أرادت أن تستخدم الجماعة قفازاً ضد المملكة، وهي تدرك تمام الإدراك أن المملكة لا يمكن أن تتسامح مع من يهدد أمنها وأمن واستقرار منطقة الخليج بأكملها.
ثلاث سنوات من نكبة 21 سبتمبر، دخل معها اليمن مرحلة حرب طاحنة، كان الحوثيون وحلفاؤهم، خاصة حزب المؤتمر الشعبي العام، والرئيس السابق في مقدمته، سبباً فيما وصل إليها حال البلاد والعباد من أزمات وكوارث، حيث استنزفوا مقدرات البلاد في حرب خاسرة، يدرك الحوثيون وصالح أنهم لن يكسبوها، وهم بذلك يقامرون بالمكتسبات التي حققها اليمنيون خلال كفاحهم الطويل من أجل الاستقرار مع جيرانهم.
من الواضح اليوم أن جماعة الحوثي تحولت إلى أداة طيعة في أيدي دول خارجية معادية لليمن ولاستقرار دول الخليج بأكملها، فقد أظهرت الجماعة انحيازاً تاماً لأعداء اليمن واستقرار المنطقة، من خلال تنفيذ مخططاتهم الهادفة إلى إلحاق الضرر بمحيطها العربي خدمة لأهداف إيران التي تمد الجماعة بكل الأسباب؛ للبقاء شوكة في خاصرة منطقة الخليج بأسرها. 

إضافة تعليق
الأسم*
الموضوع*
نص التعليق*