مجلة امريكية:الحوثيون يسعون للحصول على مزيد من الأسلحة الإيرانية لتوسيع هجماتهم بالبحر الاحمر
الاثنين 22 يناير 2024 الساعة 13:59

مراقبون برس-القدس العربي
نشرت مجلة “بوليتيكو”  تقريراً حصرياً قالت فيه إن الحوثيين في اليمن يريدون المزيد من الأسلحة الإيرانية لمواصلة هجماتهم في البحر الأحمر. وقيّم المسؤولون الأمريكيون أن الحركة قد تبدأ بمهاجمة القوات الغربية بالمنطقة.
 
وفي تقرير أعدّته إرين بانكو ولارا سيلغمان جاء أن الحوثيين يرغبون بتوسيع ترسانتهم العسكرية والحصول على إمدادات إيرانية، ما يكشف عن رغبة بمواصلة استهداف سفن الملاحة في البحر الأحمر، وتوسيع المواجهة في الشرق الأوسط.
 
 وتقول المجلة إن المسؤولين الأمريكيين قاموا، وعلى مدى الشهر الماضي، بتحليل معلومات عن خطط الحوثيين لتصعيد الهجمات، بما في ذلك محاولاتهم لشراء الأسلحة اللازمة لشن هجمات ضد السفن، وذلك حسب تقرير استخباراتي حصلت عليه “بوليتيكو”، ومسؤول أمريكي على معرفة بالأمر. ويوحي التقرير الاستخباراتي بأن الجماعة اليمنية المسلحة ربما حاولت مهاجمة القوات الغربية في المنطقة، لكن ليس من الواضح إنْ كانت الهجمات الأمريكية الأخيرة ضد اليمن قد حوّلت التفكير الحوثي باتجاه عمليات كهذه.
 
وجاءت التطورات بعد أيام من اعتراف الرئيس جو بايدن بأن الغارات الأمريكية ضد الجماعة فشلت في وقف هجمات المسلحين اليمنيين ضد السفن التجارية، إلا أنه تعهّد، في الوقت نفسه، بمواصلة ضرب مواقع الحوثيين في اليمن، وإضعاف قدراتهم وكسر إرادتهم.
 
وتقول المجلة إن الفرق الخاصة نيفي سيل، أو “الفقمة” الأمريكية، اعترضت شحنات أسلحة في طريقها إلى اليمن، وذلك أثناء مداهمة ليلية. وجاءت العملية بثمن باهظ، حيث اختفى اثنان من أعضاء المجموعة المداهمة، وأوقفت قوات نيفي سيل البحث عنهما يوم الأحد. وطالما دعمت إيران جماعاتها الموالية في الشرق الأوسط بالعتاد والمال والنصيحة العسكرية، من “حماس” إلى “حزب الله” إلى الحوثيين في اليمن، الراغبين أيضاً بالتعويض عن الأسلحة التي دمرت في الغارات الأمريكية- البريطانية في 11 و 12 كانون الثاني/يناير.
 
 وقال مسؤول أمريكي، وآخر في وزارة الدفاع الأمريكية، إن شحنات الأسلحة من إيران تلعب دوراً مهماً في تغذية الأزمة في البحر الأحمر. وأطر الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر لدعم الفلسطينيين في غزة، والضغط على إسرائيل لوقف حملتها العسكرية هناك.
 
ويخشى المسؤولون الأمريكيون من تورط أمريكي أعمق في اليمن، حالة زادت هجمات الحوثيين، وهو ما حاول الأمريكيون تجنّبه. وقال بايدن إن الولايات المتحدة وإيران، التي تخوض حرب ظلّ مع إسرائيل، لا تريدان المواجهة المباشرة. إلا أن هجمات حوثية أخرى، وخاصة ضد قوات غربية، قد تدفع الطرفين لحرب مباشرة.
 
 ويرى محللون أن شحنات الأسلحة الإيرانية للحوثيين هي محاولة من طهران لاستغلال الوضع الحالي المضطرب في المنطقة، ودفع الولايات المتحدة لمغادرة الشرق الأوسط.
 
وقال بهنام بن طليبو، الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية، أنه “بالإضافة إلى التصعيد ضد أمريكا في العراق وسوريا عبر الجماعات لوضع ضغط على أمريكا لوقف الحرب ضد “حماس”، فإن لدى إيران بعداً محلياً في اللعبة”، و”تحاول خلق دورة من العنف تقود إلى  إخراج القوات الأمريكية من المنطقة، بدءاً من العراق”. لكن اعتراض الأسلحة في طريقها للحوثيين يحتاج لعمليات معقدة وتشترك فيها قوات خاصة، مثل نيفي سيل، وهي عمليات ضرورية ترى الولايات المتحدة أنها تلعب دوراً في إضعاف قدرات الحوثيين على مواصلة الهجمات ضد السفن التجارية.
 
وقال مسؤول في وزارة الدفاع: “هذا هو تخصصنا، ونستطيع العمل في البحر بسرية وملاحقة الأهداف بقوة”.
 
 وفي الوقت الحالي، تقول إدارة بايدن إنها لا تريد حرباً مع الحوثيين، رغم أسبوع من الغارات. لكن السؤال حول نجاعة الحسابات الأمريكية بشأن إضعاف الحوثيين وتجنّب المواجهة، وإن كانت قادرة على وقف الهجمات وتستحق كل العناء.
 
 وتشير المجلة إلى الدور الإيراني في تغذية الاضطرابات الحالية، واستمرار ضربات الميليشيات التي تدعمها في العراق وسوريا ضد القواعد الأمريكية هناك، إلى جانب دعمها لـ “حزب الله”.
 
وقال مسؤول وزارة الدفاع إن “الدعم الخبيث” لإيران في المنطقة غير مسبوق، وهي “جهود متواصلة من إيران يساء تقديرها”. ويرى المسؤولون والمحللون أن إيران لا تريد مواجهة مع الغرب. وكما يقول الجنرال فرانك ماكينزي، قائد القيادة الوسطى السابق، إنه من المهم عدم مشاركة “حزب الله”، أقوى حلفاء إيران بالمنطقة، ولا طهران في الحرب بغزة. مضيفاً أن اهتمام إيران يقوم على ثلاثة أهداف؛ حماية النظام، تدمير إسرائيل، وإخراج القوات الأمريكية من المنطقة. و”بناء على هذا، فهم لا يسعون لمواجهة شاملة مع الولايات المتحدة لمعرفتهم أن النظام سيتعرض لتهديد بسببها”.
 
ويأمل الأمريكيون بتوصّل إيران لنتيجة أن دعم الحوثيين لا يستحق كل الثمن. وقال المسؤول الأمريكي: “الحسابات هي أن عليهم عملها لأنهم يؤثرون على التجارة في منطقتهم والشركات التجارية”، “تأثرت سلع وخدمات تتدفق إلى المنطقة بسبب الحوثيين. والسؤال: عند أي نقطة تقول دول المنطقة أن هذا يكفي؟”.
إضافة تعليق
الأسم*
الموضوع*
نص التعليق*