خرج عددٌ كبير من مدن اليمن، أمس الجمعة، في مظاهرات حاشدة تنديدًا بغطرسة العدوان الإسرائيلي الوحشي، الذي يستهدف كل شيء في قطاع غزة وجميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، في ظل تواطؤ أمريكي وغربي منقطع النظير.

واحتشد في العاصمة صنعاء الآلاف من المتظاهرين في مسيرة حاشدة إسنادًا لغزة ودعمًا لخيارات فصائل المقاومة، وصمود واستبسال الشعب الفلسطيني في مواجهة آلة القتل والتدمير الإسرائيلية.

ورفع المحتشدون الأعلام الفلسطينية، وهتفوا بالنصر لغزة والتأييد للمقاومة، ورددوا الشعارات التي تؤكد حق الشعب الفلسطيني في مقاومة المحتل والدفاع عن أرضه وكرامته بكل الوسائل حتى إقامة دولته المستقلة.

وأكد المتظاهرون استمرار دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته بكل الوسائل المتاحة؛ باعتبار المقاومة هي الوسيلة الأنجع في مواجهة همجية العدوان الإسرائيلي وتعزيز قدرات الدفاع عن حرية واستقلال فلسطين.

كما شهدت مراكز محافظات الحديدة والمحويت والبيضاء وحجة وريمة وصعدة وغيرها من مدن اليمن، مظاهرات حاشدة خرجت في معظم أنحاء البلاد اصطفافًا مع الحق الفلسطيني، وتنديدًا بجرائم ومجازر الاحتلال الغاصب.

في السياق، أثارت إشادة الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، والناطق باسم سرايا القدس، أبو حمزة، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، باليمن ومناصرته للمقاومة ودعمه لغزة، في إشارة إلى الحوثيين وفق ما ذهب إليه الكثيرون، حالة من الجدل اليمني انعكست في ردود فعل توزعت بين الانتقاد والاحتفاء على منصات التواصل الاجتماعي.

عكست حالة الجدل هذه والخلاف بشأن ما صدر عن الناطقين باسم كتائب القسام وسرايا القدس وحركة حماس، ما وصلت إليه حدة الانقسام السياسي في اليمن الغارق في الحرب منذ تسع سنوات، والذي بناء على هذا الانقسام صارت تُبنى المواقف بما فيها مواقف الأفراد من كل شيء في الداخل والخارج، وهو واقع كرّسته الحرب العبثية، وما زال يستثمره الصراع على السلطة والثروة، وبخاصة في استغلاله للآله الإعلامية كجزء من المعركة، حتى وإن كان الثمن تكريس الكراهية في المجتمع، الذي صار نسيجه الاجتماعي والوطني مهترئًا.

وانتقد ناشطون موالون للحكومة المعترف بها هذه الإشادة، وأوردوها في تصنيفات عديدة، فيما احتفى آخرون بما فيهم المؤيدون لجماعة “أنصار الله” (الحوثيون) بالإشادة باعتباره شهادة تخصهم… ووصل الأمر إلى أن أصبح وسم (أبوعبيدة يشيد باليمن) ترندًا على منصة إكس.

إلى ذلك، أشادت جماعة الحوثيين بالهدنة بين المقاومة والاحتلال، وقال رئيس الوفد المفاوض للجماعة، محمد عبدالسلام، أمس الجمعة، في تدوينة على منصة إكس: “هذا الصمود الاستثنائي أفشل أهداف العدو، فاضطر للهدنة بشروط المقاومة، ولم يحقق العدو أيًا من أهدافه المعلنة، وبقيت وستبقى المقاومة في غزة وعلى رأسها حماس، وليس أمام العدو إلا التسليم بخسارته الاستراتيجية من أول يوم في معركة طوفان الأقصى”.