دراسة استراتيجية تحذر من خطورة استمرار الحرب باليمن وانتشار القاعدة
الجمعة 20 اكتوبر 2017 الساعة 01:01

مراقبون برس- «القدس العربي»-خالد الحمادي:

 أطلقت دراسة صدرت أمس عن مركز للدراسات الاستراتيجية تحذيرا من خطورة استمرار الحرب في اليمن والذي وأوضح أن استمرار الحرب سيوفر ملجأ أمنا لعناصر القاعدة على الحدود اليمنية السعودية، في ظل انهيار السلطة في العاصمة صنعاء وعدم قدرتها على الاستقرار في عدن.
وحذرت الدراسة الموسومة (توحش الإرهاب في اليمن) التي أطلقها مركز أبعاد للدراسات والبحوث ويرأسه مستشار وزارة الإعلام اليمنية عبدالسلام محمد، من خطر تمدد تنظيم القاعدة على الحدود اليمنية السعودية في ظل استمرار الحرب اليمنية والجهود غير المجدية لمكافحة الإرهاب والتي صفتها الدراسة بـ(غير الجدية) وقالت انها «أدت إلى انسحاب للقاعدة بكامل عتادها العسكري من المناطق التي سيطرت عليها إلى مناطق جديدة»، في اشارة إلى احتمال ان تكون هذه المواقع الجديدة هي الشريط الحدودي بين البلدين اللذين يربطهما شريط حدودي يصل طوله لأكثر من 2400 كيلو متر.
وقالت الدراسة التي حصلت عليها (القدس العربي) ان الحدود اليمنية السعودية يمكن ان تصبح (حدود جهنم) «في حال تمكنت الحركة الحوثية من السيطرة على المناطق الحدودية الشمالية الغربية وسيطر تنظيم القاعدة على المناطق الحدودية الشمالية الشرقية».
وكشفت أن غياب الدولة في اليمن وسيطرة الوضع الاقتصادي الهش في البلاد وانشغال الحكومة بالصراع مع الانقلابيين «استخدمه تنظيم القاعدة كورقة رابحة زاد من تدفق الأموال من الخارج إليه، ويمثل سبباً رئيسياً في فشل جهود مكافحته» من قبل الحكومة.
وأكدت أن الأحداث والحرب الراهنة في اليمن «ساهمت في تغلغل عناصر تنظيم القاعدة في المجتمعات المحلية».
وأرجعت الدراسة أسباب تنامي تنظيم القاعدة مؤخرا في اليمن إلى «اجتياح المتمردين الحوثيين للعاصمة اليمنية صنعاء في أيلول/سبتمبر2014 والتي سمحت بحالة التمدد على أساس فرز مذهبي، ومحاولة السلطة تجاهل السكان الذين يخشون فرض الحوثيين لأفكارهم المذهبية (زيدي قريب من الشيعة) على المناطق (الشافعية السنية) والتي كانت من أهم الأسباب لذلك».
وكشفت أن التعاون الأمريكي في مجال مكافحة الإرهاب الذي ظل فعالا فقط مع الطرف الانقلابي في اليمن وهو طرف الرئيس السابق علي عبدالله صالح وحليفته جماعة الحوثي على حساب التعاون مع السلطة الشرعية وهو ما «ساهم في زيادة أنصار تنظيم القاعدة» على حد تعبير الدراسة.
وقالت «ساهمت هذه العوامل مجتمعة في دفع تنظيم القاعدة لنفسه وعناصره للدفاع عن مناطق القبائل بصفتهم يحمون (السُنّة) من (الشيعة)، وأن تجاهل هؤلاء السُكان ومطالبهم يبقي السلطة بيد الميلشيات الحوثية، وقد يزيد من حجم الفرز المذهبي الذي لا يستفيد منه إلا الحوثيين وتنظيم القاعدة».
وانتقدت الدراسة بشدة التحالف العربي في اليمن بقيادة السعودية وقالت انه ارتكاب خطأ فظيعا حيال «محاربة الميلشيات الإرهابية بميلشيات مسلحة بعيدا عن أدوات الدولة اليمنية، في اطار الحرب الهشة على القاعدة».
وحذرت بشدة أيضا من «خطورة استخدام الامارات العربية المتحدة الحرب على الإرهاب كغطاء لتحقيق السيطرة على الموانيء وحقول النفط اليمنية، خاصة وان المعارك على الأرض تنتهي بانسحابات للقاعدة مع الحفاظ على قدراتها العسكرية». وطالبت الدراسة بضرورة وضع اجراءات جديدة تراعي البيئة المعقدة وتتجنب الأخطاء لتخليص اليمن من ظاهرة الإرهاب، وان لا يتم ذلك إلا بوجود دولة قوية تملك جيشاً وأمناً بعقيدة وطنية كاملة، لأن الميليشيا لا تنتج إلا ميليشيا مماثلة تتسع في الجغرافيا وتحول الصراعات السياسية إلى صراعات مناطقية وعرقية وطائفية معقدة.
وأشارت الدراسة إلى ان الوضع الأمني الهش ساهم في توسع نشاط تنظيم القاعدة في اليمن وتعزيز قدراته العسكرية ومناطق نفوذه، وتوسع دائرة حشده المقاتلين، «مستفيداً من المرونة التي أبداها من الناحية الاجتماعية ليكسب له معاقل جديدة تحميه وتأوي اليه أنصاره».
وقالت ان «سلوك تنظيم القاعدة تجاه المتغيرات السياسية في اليمن أعطته زخماً إضافيا»، وأن المواقع السوداء والسجون السرية الإمارتية في الجنوب اليمني مع الأخطاء الكارثية للطائرات الأمريكية بدون طيار، «أكسبت تنظيم القاعدة أنصارا من أجل الانتقام والثأر، وضاعف ذلك الزخم اسقاط الحوثيين للعاصمة صنعاء وسيطرتهم على البلاد».
وأوضح ان عمليات مكافحة الإرهاب في اليمن من قبل للتحالف العربي الذي انطلق في اليمن لمواجهة الحوثيين في أيار (مارس) 2015 وبالذات عملياته العسكرية ضد تنظيم القاعدة «لم تكن جدية وشابها كثير من الاستغلال بعكس الحرب ضد القاعدة في 2012».

إضافة تعليق
الأسم*
الموضوع*
نص التعليق*