قوات روسية تبدء بعملية إجلاء مسلحي المعارضة من حلب "فيديو"
الخميس 15 ديسمبر 2016 الساعة 15:15

مراقبون برس-روسيا اليوم-وكالات

بدأ الضباط الروس وموظفو الصليب الأحمر المتواجدون في حلب، الخميس 15 ديسمبر/كانون الأول، إجراءات إجلاء 5 آلاف مسلح من المعارضة السورية وعوائلهم من شرق المدينة.
وأعلن الجنرال فاليري غيراسيموف رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية عن فتح ممر إنساني لإخراج المسلحين، طوله 21 كيلومترا. وأوضح، خلال إيجاز صحفي للملحقين العسكريين الأجانب المعتمدين في موسكو، بعد ظهر الخميس، أن الحافلات التي تقل المسلحين، ستقطع مسافة 6 كيلومترات داخل حلب، ومن ثم مسافة 15 كيلومترا بالاتجاه الغربي عبر مناطق خاضعة لسيطرة التشكيلات المسلحة.
وسبق لشهود عيان أن تحدثوا عن دخول حافلات نقل إلى داخل مربع سيطرة المعارضة في شرق حلب، بعد مرور فترة وجيزة على دخول سيارات الإسعاف التابعة للصليب الأحمر المخصصة لنقل المسلحين الجرحى.
وذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تغريدة على حسابها في موقع "تويتر" أن عملية إجلاء الجرحى من شرق حلب تجري "على قدم وساق"، موضحة أن الحديث يدور عن إجلاء نحو 200 مصاب، بينهم حالات حرجة.
وحسب معلومات وزارة الدفاع الروسية، تستخدم في عملية الإجلاء 20 حافلة و10 سيارات إسعاف، بالإضافة إلى 100 سيارة ركاب تابعة لمسلحي المعارضة أنفسهم.
وجاء ذلك بعد أن أفادت وكالة الأناضول التركية بفشل أول محاولة لإجلاء الجرحى، موضحة أن القافلة اضطرت للعودة  بعد تعرضها لقصف لدى خروجها من مربع سيطرة المعارضة واقترابها من حاجز الراموسة الذي يديره الجيش السوري.
وحسب الوكالة، أسفر القصف عن مقتل 4 أشخاص وإصابة 4 آخرين بجروح، فيما نفت مصادر في قوات الدفاع المدني الداعمة للجيش السوري وقوع أي عمليات قصف أو خروج أي سيارات من مربع سيطرة المعارضة.
ويأتي بدء عمليات الإجلاء، بعد تجديد اتفاق وقف إطلاق النار في حلب، بفضل الاتصالات المكثفة بين روسيا وتركيا وإيران.
وأعلنت السلطات السورية عن إنجاز جميع الاستعدادات والإجراءات لإخراج المسلحين وعوائلهم من أحياء صلاح الدين والانصاري والمشهد والزبدية بالجهة الشرقية من مدينة حلب باتجاه معبر الراموسة إلى ريف حلب الغربي.
وبدوره كتب ابراهيم قالين، الناطق باسم الرئيس التركي في تغريدة على حسابه في موقع "تويتر": "تبدأ عمليات الإجلاء. لقد اتخذنا كافة الإجراءات الاحتياطية في إدلب وعلى الجانب التركي من الحدود. ننتظر إخوتنا وأخواتنا".
وكان المركز الروسي المعني بمصالحة الأطراف المتنازعة في سوريا، والذي مقره قاعدة حميميم الجوية في ريف اللاذقية، قد أعلن أن السلطات السورية تضمن أمن جميع أفراد التشكيلات المسلحة الذين قرروا الخروج من شرق حلب.
وأكد المركز أنه يرصد التطورات في المدينة عبر كاميرات المراقبة والطائرات من دون طيار.
وأضاف المركز أن ممثلين عن الصليب الأحمر سيرافقون سيارات الإسعاف التي ستقل الجرحى تحت إشراف الضباط الروس.
إجلاء الحالات الإنسانية من الفوعة وكفريا
وبالتزامن مع بدء عمليات إخراج المسلحين من شرق حلب، أعلن محافظ حماة محمد الحزوري عن إرسال 29 حافلة وسيارات إسعاف وفرق طبية إلى بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين من قبل "جيش الفتح" بريف إدلب، لإجلاء الحالات الإنسانية وعدد من المدنيين.
وجاء هذا الإعلان تأكيدا على أنباء متضاربة حول ربط اتفاق إجلاء المسلحين من شرق حلب مع عملية إجلاء الجرحى  من الفوعة وكفريا.
 وكان مسؤول عسكري سوري قد ذكر أن 15 ألف شخص سيغادرون كفريا والفوعة بموجب الاتفاق الجديد حول وقف إطلاق النار في شرق حلب، لكن فصائل مسلحة نفت التوصل إلى اتفاق بشأن الفوعة وكفريا.
 وسبق لطرفي النزاع أن تبادلا الاتهامات بإفشال الاتفاق السابق حول وقف إطلاق النار وإجلاء المدنيين والمسلحين. وأعلن مركز حميميم أن المعارضة استغلت وقف إطلاق النار لإعادة نشر قواتها وشن هجوم جديد على مواقع الجيش السوري فجر الأربعاء، فيما اتهمت المعارضة "ميليشيات موالية لإيران" بطرح شروط إضافية، بما في ذلك إجراء عملية إجلاء من الفوعة وكفريا بالتزامن مع تنفيذ اتفاق حلب. كما ربط نشطاء في المعارضة السورية فشل الاتفاق الأول، بسعي السلطات السورية لاعتقال 250 مسلح من جنسيات غير سورية متواجدين في شرق حلب.
أكد دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي، أن الولايات المتحدة لا تشارك بأي شكل من الأشكال في عملية تسوية الوضع بمدينة حلب السورية.
وجاء هذا التأكيد ردا على سؤال عما إذا كانت موسكو تجري مشاورات مع الجانب الأمريكي حول حلب، بالإضافة إلى اتصالاتها المكثفة مع أنقرة.
وأكد بيسكوف أن إحلال وقف إطلاق النار في شرق حلب وبدء عملية الإجلاء، يعودان لنتائج المكالمة الهاتفية بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، التي جرت مساء الأربعاء.
وشدد على أن بوتين، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة الروسية، يتخذ كافة القرارات الاستراتيجية المرتبطة بالعملية العسكرية الروسية في سوريا.
بدوره، أكد سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي تعليق المشاورات بين الخبراء الروس والأمريكيين في جنيف، والتي كانت تبحث الوضع في حلب.
هذا ويجري وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اتصالات مع نظيريه الروسي سيرغي لافروف والإيراني محمد جواد ظريف يوميا، لبحث تنفيذ الاتفاق حول إجلاء المسلحين من حلب والذي تم التوصل إليه مساء الثلاثاء الماضي.
وقد أعلن جاويش أوغلو أن لقاء روسيا تركيا إيرانيا سيعقد بـموسكو لمناقشة الأزمة السورية في الـ 27 من ديسمبر/كانون الأول الجاري لبحث التطورات في سوريا.

 


 

إضافة تعليق
الأسم*
الموضوع*
نص التعليق*