حوار كوميدي ساخر بين الرئيس الأمريكي وفنان كوبي
الثلاثاء 22 مارس 2016 الساعة 20:42

مراقبون برس-رأي اليوم

يحاول الرئيس الأمريكي جاهدا أن يكسب قلوب الكوبيين ،غرد  على تويتر لحظة وصوله بالقول( كيف حالك كوبا انت بخير ) ركز في زيارته على هذا الجانب  بينما اقتصرت حوارات السياسية على اجتماع واحد حدث أمس بينه وبين الرئيس رؤول كاسترو لساعتين ونصف الساعة، عقبه مؤتمر صحفي حاول خلاله أوباما ممازحة نظريه الكوبي أكثر من مرة  ، رافق الرئيس حشد من الصحفيين الأمريكيين حصلوا على إمتيازات وتسهيلات أكثر من زملائهم وتحركوا مع موكب أوباما أينما ذهب ، وأخذوا الحصة الأكبر من الأسئلة في المؤتمر الصحفي بترتيب مسبق ، وجلها كان موجها للمضيف الرئيس كاسترو وكلها كانت تتمحور حول  قضايا  حقوق الإنسان في كوبا.
تحرك أوباما في هافانا طول الوقت ، في أي لحظة توقف حركة السير في الشوارع تلك التي لم  تعرف الازدحام المروري يوما  .
ذهب أوباما وزوجته ميشيل وأمها وبناته إلى أحد المطاعم في هافانا القديمة جلس كأي  زبون ، طلب زجاجتي نبيذ لكن أوباما لم يشرب قدحا  مع عائلته كما روى الحاضرون ،بينما أجهزت  العائلة على كامل النبيذ،  بعد أن أنهى أوباما طعامه طلب فاتورة الحساب و دفع الفاتورة من محفظته ، لكن النادل اعتذر من الرئيس قائلا إنه لا يمكنه أن يقبل الحساب بالدولار الأمريكي ، لأن الحصار الامريكي منع الكوبيين من التعامل بالدولار ، مما اضطر الرئيس إلى الاستعانة بحرسه لدفع فاتورة عشاء العائلة بالكوك( العملة المحلية الكوبية).
حراس الرئيس أوباما يتحركون معه باثنتين وعشرين سيارة امريكية وصلت قبل وصول الرئيس ، في جولة  اوباما على هافانا القديمة كان عدد الحراس أكثر من عدد الكوبيين علق أحد الموطنين الكوبيين أمام الكاميرات ( هل جاء ليتجول مع حراسه هنا ).
تزامنا مع زيارة اوباما الى الجزيرة الشيوعية ، عرض التلفزيون الكوبي مقطعا كوميديا يحتوي على اتصال هاتفي حقيقي وليس متخيل  بين أشهر فنان كوميدي في كوبا وبين الرئيس أوباما ، تحدث أوباما مع الكومديان الكوبي عن نيته زيارة كوبا خلال الساعات المقبلة ، تبرع الممثل الكوميدي بالذهاب إلى المطار لاستقباله وعرض عليه الإقامة في منزله والنوم في سريره في حوار طريف ،لكنه حذره من فقدان حقائبه في المطار معلقا أن هذا يجري عادة في مطار كوبا ،الحوار بين الفنان الكوبي الساخر  وبين أوباما لم يلق استحسانا من السلطات الكوبية التي اعتبرته نوع من ممارسة القوة الناعمة وإيصال رسالة أمريكية إلى الشعب الكوبي عبر استخدام ممثل شهير وبرنامج متابع لدى الكوبيين ،القوة الناعمة لم تأتي عبر سيناريوهات تحرك الرئيس في هافانا وافتعال احتكاك للفت نظر الشعب الكوبي إلى الصورة الجديد لأمريكا فحسب ، انما تمثل أيضا بهجوم الشركات الأمريكية التي تتسابق للاستثمار في كوبا بعد تخفيف الحصار ، شركة (ستار وود) ستنفذ انشاء فندقين كبيرين في هافانا قبل نهاية العام الحالي ، شركة غوغل سوف تتكفل بإيصال الانترنت إلى البلاد ، هذا أمثلة فقط على انفتاح امريكا على البلد المجاور ، فهل سنشاهد كوبا جديدة غير البلد الثوري الذي عرفناه ، أم برحيل أوباما بعد شهور مع انتهاء ولايته الثانية ورحيل رؤول عن رأس السلطة في كوبا لانتهاء ولايته أيضا ، سوف يوقف كل هذا الاندفاع.؟

إضافة تعليق
الأسم*
الموضوع*
نص التعليق*