هكذا تواجه زوجات المحكومين الفلسطينيين مؤبد بإسرائيل أعباء الحياة؟
الثلاثاء 8 مارس 2016 الساعة 18:32

مراقبون برس-وكالات:

تواجه زوجات الأسرى الفلسطينيين المحكومين بالسجن المؤبد في إسرائيل حياة صعبة للغاية، كلها إحساس "بالمرارة والحرمان"، إلا أنهن يفتخرن بما قدم أزواجهن المعتقلين للقضية الفلسطينية، ويعشن على أمل عودتهم يوما إلى أحضان أسرهم.
رفضت الشابة الفلسطينية وفاء أبو غلمي طلب زوجها بالانفصال عنه بعد أن صدر عليه حكم بالسجن لمدى الحياة في العام 2006 في إسرائيل، وتؤكد أن ارتباطها به مبني على الحب والوفاء.
وتقول وفاء التي تعتني منذ 2006 بمفردها بابنها وابنتها الصغيرين، "منحني عاهد حريتي حينما صدر بحقه الحكم مدى الحياة في العام 2006، لكنني رفضت".
وتضيف المرأة، التي تعيل عائلتها بالعمل في وزارة الثقافة الفلسطينية، "لا زلت أحب عاهد ومستمرة مع عاهد ومرتبطة مع عاهد".
واتهم عاهد بالتخطيط والمشاركة في اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي الذي قتل في العام 2001.
واعتقل عاهد والخلية المسؤولة عن الاغتيال على يد السلطة الفلسطينية وأودع سجن أريحا في العام 2002، غير أن إسرائيل اقتحمت السجن في العام 2006، واعتقلت غلمي وباقي أفراد الخلية.
ولا تشعر خالدة مصلح بدورها "بالندم" كونها ارتبطت بزوجها محمد الذي حكم بالسجن المؤبد تسع مرات في العام 2002.
وتقول "طوال هذه السنوات لم أشعر بالندم، على العكس تماما أنا أشعر بالفخر لأني زوجة مناضل رغم الغصة والحرمان الذي أعيشه".
وتعرب بثبات عن افتخارها بزوجها الأسير "المناضل ضد الاحتلال". وتتذكر أنها، حينما صدر الحكم على زوجها، أطلقت زغرودة داخل المحكمة.
لكنها لم تتمكن زيارته زوجها إلا بعد مرور 12 عاما على اعتقاله، بسبب رفض السلطات الإسرائيلية منحها تصريح زيارة "لأسباب امنية".
وتوجهت خالدة (39 عاما) عقب تكرار المنع، إلى محامين وجهات قانونية، حتى سمح لها بزيارة زوجها والحديث معه من خلال هاتف ورؤيته من خلال لوح زجاجي.
واعتقل محمد، زوج خالدة، بعد حوالى عام ونصف العام من زواجه، وحكم بالسجن المؤبد تسع مرات، أضيف إليها خمسون سنة، بتهمة المشاركة في هجمات ضد أهداف إسرائيلية وقتل إسرائيليين.
وبعد عام من زواجها، رزقت خالدة بابنها أحمد، وكان عمر أحمد أربعة شهور فقط عندما اعتقل والده.
وقبل أيام قليلة، احتفلت خالدة وابنها بمرور 15 عاما على اعتقال الوالد الذي كان يعمل مرافقا للقيادي في حركة فتح مروان البرغوثي.
زوجات "أسيرات" نظرة المجتمع الفلسطيني
وبحسب نادي الأسير الفلسطيني، بين أكثر من سبعة آلاف فلسطيني معتقلين في السجون الإسرائيلية، هناك حوالى 600 فلسطيني من المحكومين مدى الحياة.
وتشعر زوجات هؤلاء الفلسطينيين "بالمرارة" لغياب أزواجهن عنهن لسنوات طويلة، غير أنهن يشعرن بالفخر كونهن تزوجن من مناضلين.
ونادرا ما يتم الحديث علنا عن مشاعر تلك النسوة ومعاناتهن في المجتمع الفلسطيني، كما تقول مصادر في نادي الأسير الفلسطيني، بسبب الثقافة السائدة التي تعتبر الأسير بطلا.
ولم تتحمل زوجات كثيرات هذا الوضع، فانفصلن عن أزواجهن إما بمبادرة منهن وإما بطلب من الزوج المعتقل. لكنهن نادرا ما يفصحن عن هذا الطلاق بالضبط بسبب النظرة التي "تمجد الأسير"، بحسب هذه المصادر.
الأمل في المستقبل
وبعد مرور عام على اعتقال محمد زوج خالدة مصلح، هدمت السلطات الإسرائيلية منزله في مدينة رام الله في الضفة الغربية. غير أن خالدة وأفراد عائلة محمد أعادوا بناء المنزل. وتحرص خالدة على ترتيبه ب"أمل لا ينقطع" بأن يتم الإفراج عن زوجها في صفقة تبادل مع إسرائيل.
وقالت خالدة لوكالة الأنباء الفرنسية "كزوجة أسير، بالطبع لدي مشاكل في الحياة بسبب غياب زوجي، وأشعر بنقص في الحياة عندما أنظر إلى ابني الذي بالتأكيد يفتقد والده إلى جانبه".
وباتت حياة خالدة منذ اعتقال زوجها منصبة فقط على عملها في شركة الاتصالات الفلسطينية وتدريس ابنها.
وتقول "أقوم بدور الأم والأب والمعيل والأخ والأخت لابني، وبالطبع أشعر بحرمان كبير في حياتي".
القلق من عدم الإنجاب
وتقلق بعض النساء اللواتي يمضي أزواجهن عقوبة بالسجن لمدى الحياة في السجون الإسرائيلية من احتمال عدم الإنجاب إذا طال الاعتقال.
وتحدثت تقارير عن تهريب السائل المنوي لعدد من الرجال من داخل السجون إلى زوجاتهن اللواتي خضعن بعد ذلك لعملية زرع من أجل الحمل.
ونجحت زوجات عديدات في الإنجاب بهذه الطريقة التي تثير جدلا في المجتمع الفلسطيني.
وتشير مصادر نادي الأسير الفلسطيني إلى أكثر من ستين حالة تهريب من هذا النوع، نجحت 35 امرأة خلالها في الإنجاب.

إضافة تعليق
الأسم*
الموضوع*
نص التعليق*