• عماد مهدي الديني
هكذا قابلت الرئيس ورأيته عن قرب!
الخميس 24 أغسطس 2017 الساعة 17:15
عماد مهدي الديني

على الرغم أن هذا ليس اللقاء الأول الذي جمعني بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي -رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وإنما سبق وأن تشرفت بإجراء أول مقابلة صحفية قصيرة ومتواضعة معه بعد ساعات قليلة فقط من صدور قرار تعيينه محافظا لعدن، غير أن لقائي هذا معه امس بمقر قيادة المجلس الانتقالي في التواهي بعدن،كان له طابعا صحفيا آخر واتسم بأجواء سياسية غير متوقعة بالنسبة لي،سيما وأنه جاء متزامنا مع تسريبات إعلامية غبية تزعم تارة بمغادرته لعدن وأخرى باندلاع حريق بمقر قيادة المجلس بعد أيام من نشر شائعات وهمية أغبى من سابقاتها تزعم تسليمه لمقر القيادة السياسية لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي لمحافظ عدن الجديد عبدالعزيز المفلحي الذي مايزال،مع الاسف،هاربا مع رئيس الحكومة وزراء حكومته، خارج البلاد حتى اليوم.
مالفت انتباهي بقوة وآثار استغرابي بشدة،خلال هذا اللقاء الثاني بالرئيس الزبيدي، ومنذ اللحظات الأولى لاستقباله الحار وسلامه المعتاد بالاحضان،كان قوة شخصه وثقته بنفسه ومن حوله وابتسامته العريضة بوجه من حوله وثقته وبشاشته القيادية مع زواره الكثر و المحيطين الآخرين به وحرصه العفوي على السماع والانصات الجيدين لكل من يتحدث اليه واندماجه النفسي مع الجميع منذ الوهلة الأولى وخلافا لوضعه السابق وخاصة عند قبوله المغامرة بحياته ومن حوله،في بداية مرحلة تسلمه لقيادة العاصمة الجنوبية عدن،في ذلك الوضع العصيب.
للأمانة دخلت على الرجل في لقائي العفوي معه بتنسيق شخصي وبعد تواصل هاتفي مع الاستاذ العزيز علي الكثيري عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي والذي كان مشكورا عند مستوى الثقة والموعد،وقدمت الى مقر قيادة المجلس بالموعد المحدد وأنا احمل انطباعات تعاطفية كثيرة واعتقادات وتصورات مختلفة إزاء وضع الرجل اليوم بعد مغادرته منصب المحافظ بتلك الطريقة الاحراقية المتعمدة لشخصيته القيادية الفريدة،من قبل قيادة شرعية الهاربين عن وطنهم والخائفين من شعبهم، وعقب كل تلك الحملات الإعلامية المسعورة التي طالته وماتزال تطاله يوميا وتحاول تشويه صورته والتقليل من انجازاته البطولية ومواقفه الوطنية التي يشهد بها الأعداء قبل الأصدقاء.
ولعل سبب تصوراتي المحبطة تلك تكمن في أني بنيت معظمها من وحي اول لقاء جمعني به بأول مقر لإقامته كمحافظ لعدن في منزل بخورمكسر حيث كانت علامات ارتباك وقلق وشرود ذهني تسيطر عليه رغم محاولته الإنصات الجيد لكل من يقابله ويتحدث إليه يومها وكما هي عادته منذ عرف كقائد مقاوم صلب لاتلين له قناة ولا ترده عن نيل مبتغاه وتحقيق أهدافه أي استحالات قتالية ممكنة.
بصراحة غادرة مقر القائد الرئيس بمشاعر وطنية ورؤى سياسية جديدة وودعت سعادته على بوابة مقر المجلس وانا متشبع بأكبر شحنة أمل انساني ممكن بقرب مستقبل وطن جنوبي مستقل بدا يتشكل حقيقة على أرض الواقع السياسي وبكل قوة وعزيمة وحنكة وإصرار ولايحتاج منا جميعاً اليوم كجنوبيين،إلا وقفة وطنية صادقة مع الرجل ومنحه الثقة بإثبات حسن النوايا تجاهه وكل تحركاته ومن معه من قيادة المجلس الانتقالي والتمسك الشعبي الجاد بمشروع المجلس الانتقالي ومنح قيادته ثقة التمثيل الشعبي للجنوب داخليا وخارجيا،باعتباره بارقة الأمل الجنوبية الوحيدة التي لم ولن تتكرر في تاريخنا السياسي الحديث وخاصة منذ انطلاق ثورة الحراك الجنوبي السلمي بشكل منظم في 7/7/2007م. ومساندتهم بمختلف الطرق والإمكانيات بعيدا عن التنظيرات الفسبكية المحبطة والحملات الاعلامية المغرضة والشائعات الوهمية المدفوعة الثمن الساعية إلى إحباط الشارع الجنوبي إزاء هدفه الوطني الجامع والمقدس من جهة ولضرب علاقته بأي قيادة جنوبية تحاول أن تأخذ بيده وتمثيله أمام المجتمع الدولي لتمكينه من قطف ثمار نضاله الوطني وتضحياته السياسية المكللة بالدماء الطاهرة، من جهة أخرى.

*رئيس تحرير صحيفة أخبار حضرموت

إضافة تعليق
الأسم*
الموضوع*
نص التعليق*