• نجيب يابلي
هل سمع هادي أجراس غرف عدن؟
الجمعة 7 يوليو 2017 الساعة 21:28
نجيب يابلي

في خواتيم رمضان الماضي وتحديدا في 20 يونيو 2017م رفعت الغرفة التجارية الصناعية عدن مذكرة هامة إلى فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي وعنوان المذكرة السالفة الذكر والتي وقعها الأستاذ أبو بكر سالم باعبيد، القائم بأعمال رئيس مجلس إدارة الغرفة : "التحصيل النقدي للرسوم الجمركية والعوائد الأخرى"، ونوهت المذكرة في مطلعها إلى ما يحز في نفس الغرفة من الاستهداف الممنهج للحبيبة عدن ومحور ذلك الاستهداف وظيفتها كعاصمة اقتصادية وتجارية وكعاصمة مؤقتة، ووضعت المذكرة فخامة الرئيس في الصورة بأن عموم التجار والمستوردين والبيوت التجارية تتعرض لكل أشكال المناخ الطارد لكل المناشط الاقتصادية والتجارية  في هذه المدينة التي أعلنت ميناء حرا عام 1850م وتأسست غرفتها التجارية في 26 أغسطس 1886م (أي مضى على تأسيسها 131عاما ) والتي حباها الله بموقع استراتيجي لا يبارى..
أفادت مذكرة غرفة عدن فخامة الرئيس هادي بأن الأمور التي تسير في الميناء باتت مرفوضة وغير مقبولة على الإطلاق فالإجراءات معقدة وتكاليف الاستيراد مرتفعة بما في ذلك رفع سقف السداد النقدي للرسوم الجمركية والعوائد الأخرى..
كبار المستوردين الذين تصل حاوياتهم إلى ميناء عدن وحالهم في ذلك كحال كافة المستوردين على النطاق الإقليمي أو الدولي بل وعلى النطاق المحلي، فأسلوب التعامل في مينائي المكلا والحديدة أفضل بكثير من التعامل في ميناء عدن.. ولكم أن تتصوروا يا فخامة الرئيس أن كبار المستوردين القادمين من صنعاء أو تعز مطالبين بدفع عشرات الملايين من الريالات وهي رسوم مستحقة لكن الأمر الذي لا يقبله عقل أن تسدد الرسوم الجمركية نقدا وعدا .
جرت الأمور - يا فخامة الرئيس - في ميناء عدن وكافة موانئ المنطقة: جيبوتي، ظفار، دبي، المنامة، الدوحة وغيرها من الموانئ التي لا حصر لها أن يتعامل التجار مع الجهات الإيرادية كالجمارك والضرائب بشيكات صالحة السداد ولكن أن تلزم التاجر بدفعها نقدا فهذا أمر أقرب إلى المستحيل لأن نقل عشرات الملايين من صنعاء أو تعز محفوف بالمخاطر وأنت سيد العرفين بالأوضاع الأمنية في الطرقات التي تفصل المدن عن بعضها، ولكم أن تعرفوا أن الدفع نقدا لا ييسره البنك الذي يتعامل معه هذا التاجر أو ذاك فالبنوك لا تمنحك حتى نصف أو ربع ما تريد، وتصوروا أن فلوسك ليست فلوسك وبالمقابل أصبح توفير العملة تجارة حيث تحصل على ما تريد بمقابل متعارف عليه والسيولة عند الصيارفة أكثر غزارة من البنوك..
قرعت غرفة عدن الأجراس الكبيرة العالية الصوت وسمع الأجراس القاصي والداني حيث اطلعت فخامة الرئيس بما ورد إلى مسامعها أن عددا كبيرا من التجار والمستوردين والبيوت التجارية التي ظلت متمسكة بولائها وحبها لهذه المدينة وهذا الميناء العريق بدأت بنقل مستورداتها إلى موانئ أخرى، وإدراكا منها بخطورة ذلك فإن غرفة عدن رفعت صوتها عاليا أن إقدام التجار والمستوردين والبيوت التجارية على إجراء مثل هذا فإن ذلك سيلقي بظلاله القاتمة وآثاره المدمرة على الحركة الاقتصادية للمدينة وأن ميناء عدن وكافة الخدمات الأخرى والعاملين بمختلف مناشطهم سيصابون بمقتل والشعور عند الجميع بما في ذلك المواطن أن كل تلك السلوكيات سرت وتسري بفعل فاعل..
أهابت غرفة عدن بفخامة الرئيس أن يوجه جهات الاختصاص المذكورة بالكف عن التعامل نقدا وأن يعيدوا لميناء عدن سمعته العطرة عبر التاريخ فضرب عدن وميناء عدن ومطار عدن هو ضرب لعموم الوطن وضرب للمدنية التي أقامها الإسلام ممثلا بتسمية يثرب بالمدينة المنورة كما سميت وثيقة حقوق الإنسان بوثيقة المدينة وهي أرقى وثيقة حقوق الإنسان في التاريخ.
إذا صدقت نوايانا فإن الله معنا، ويذكرني ذلك بواقعة حدثت في ستينات القرن الماضي في فرنسا عندما تعرضت شابة فرنسية للعمى وعرضت حالتها على جراح عيون فرنسي عالمي وبعد فحصها قال لها البروفيسور إن نسبة نجاح العملية تقدر بـ 50% فقالت له الشابة الفرنسية الضريرة: وإذا كانت يد الله معك يا دكتور كم ستصبح نسبة إمكانية نحاج العملية ؟ قال لها الدكتور بلهجة الواثق : سترتفع مائة في المائة قالت له: أجرها لي يا دكتور ويد الله معك.. فأجراها الدكتور بنسبة نجاح 100% .. سبحانك ما أعظم شأنك!!..
 

إضافة تعليق
الأسم*
الموضوع*
نص التعليق*