• علي محمد جارالله
عدن ثروة و جغرافيا و إنسان و أكثر يا أحمد سعيد بن بريك!
الخميس 22 يونيو 2017 الساعة 02:53
علي محمد جارالله

قال سعادة احمد بن بريك محافظ محافظة حضرموت بعد جلسة إفطار كان فيها ضيفا على رجل الأعمال الحضرمي الشهير بُقشان، ان على الجنوبيين ان يُسلّموا حضرموت قيادة الجنوب لان للحضارمة تاريخ يؤيد نجاحهم الإداري لبلادنا ... و مع كل إحترامي للواء احمد بن سعيد بن بريك، الا انني اراه كثيرا اثناء ارتجال كلامه يتحدث بحرية جدا، و لا يتحدث بلباقة السياسي الذي يجب ان يوزن كل كلمة بميزان الذهب، و يقع في مطبّات كثيرة لا أول لها و لا آخر.

طالب بن بريك ان تدير محافظة حضرموت الجنوب كله لان تاريخها يشهد لها بالنجاح في ذلك، و لكن سعادته تجاهل عن قصد او بلا قصد انه حين ابتدأت الهجرة الحضرمية إلى شبة الجزيرة العربية و بالذات إلى أرض الحجاز، دخلها الحضارمة و عملوا كما عملوا في الشرق الأفريقي، و اجتهدوا كما اجتهدوا في الوسط الآسيوي، و أخلصوا كما أخلصوا في اندونيسيا و ماليزيا، فكانت أرض الحجاز مشهدا من مشاهد العطاء في السنين العجاف الأولى ،فكانوا أبناء لتلك البلاد المعطاء التي منحهم عبدالعزيز ال سعود الثقة الكاملة و المُطلقة نظرا لما ذيع عنهم عن إخلاصهم في عملهم.

و لكن لا يذكّرنا التاريخ بأي اعمال للحضارم في حضرموت كما في الحجاز و آسيا و أفريقيا.  

و ينصح بن بريك في نفس المائدة أعضاء المجلس الإنتقالي ان يسمعوا نصيحته، و يذكرهم ان تجربتهم فشلت في أبين و لحج و عدن، و عليهم ان يتركوا الادارة لمحافظة حضرموت، لأنها ثروة و جغرافيا و انسان، و لكنه كعادته عند الارتجال نسي ان يخبرنا اين فشل المجلس الانتقالي في هذه المحافظات الثلاث و عُمر المجلس لم يتجاوز الشهر؟

يا سعادة المحافظ اسمح لي أن أذكرك اننا جربنا الادارة الحضرمية منذ 1986، أي أكثر من ثلاثين سنة و ما جابونا تحت و بس، بل ضيعونا تماما، و ضيعوا وطننا الجنوب و اسمح لي أذكرك، و لعل الذكرى تنفع الحضارم:

  • علي البيض أدخلنا الوحدة و ضيّع دولة كاملة و هو حضرمي.
  • من وقّع على ترسيم الحدود مع السعودية هو عبدالقادر باجمال حضرمي.
  • من وقع على مخرجات الحوار باسم الجنوب هو باراس حضرمي.
  • من يرأس حكومة الشرعية و يعذب الجنوب رجل فاشل بن دغر حضرمي.
  • باعوم و البيض و العطاس فشلو في قيادة الحراك و هم حضارم.

نحن لا نُعمّم، و يشهد الله لا نقصد ان الحضارم فاشلون حاشا لله، و انما نرد على سعادة اللواء احمد بن بريك و على تصريحه الارتجالي.

 لماذا لم تفكر يا سعادة المحافظ بإإمكانية محافظة عدن، لماذا لا تحمّلوها المسؤولية في إدارة الجنوب؟ ماذا ينقصها؟ هل التاريخ ينقصها؟ هل الخبرات تنقصها؟ هل الرجال ينقصوها؟ ما تريده عدن من أهلها هو الصدق و مساعدتها فقط.

 ان عدن ثروة و جغرافيا و إنسان، و إحترام إقليمي و دولي، و من يشك في ذلك يأتي الينا و سندله على جبل شمسان لينطحه..!!

 و لا ننسى ان محافظة عدن، هي محافظة كوسموبوليتية، و هي المحافظة الوحيدة التي يقطنها ناس من كل المحافظات، بخلاف المحافظات الأخرى التي لا يقطنها الا أهلها فقط.

و دعني هنا بإختصار شديد أن أخبرك ما هي عدن، رمانة ميزان الجنوب.

كل دارسي تاريخ الجنوب على امتداد عصوره يؤكدون أن كل الدول القوية، و كذا الدويلات الصغيرة التي قامت في المنطقة كانت تولي عدن أهمية كبيرة بصفتها البوابة البحرية الجنوبية الأولى. 

و أدرك الغزاة و المستعمرون و الدول الاسلامية المركزية أهميتها كموقع استراتيجي و تقاتلوا من أجل السيطرة عليها، رومانيون و فرس و برتغاليون و إنجليز و الدولتين المملوكية و العثمانية.
كانت عدن أغنى المدن العربية القديمة على الإطلاق و لها تاريخ طويل يمتد ثلاثة آلاف عام، و ذكرت في "التوراة" باسم "إيدن" و على مر العصور التاريخية منذ ما قبل الميلاد حتى التاريخ الحديث و المعاصر.

يحكي التاريخ ان كل التجارة الآسيوية كانت تأتي إلى ميناء عدن القديم في خليج صيرة، ثم تحملها القوافل نحو الشمال لتوزع على بلدان الشرق القديم و منها إلى حضارات العالم القديم و استمرت حركة التبادل الاقتصادي بين الشرق و الغرب.

كانت عدن مركزا لانطلاق القوافل التجارية المحملة بالبضائع، و بعد ظهور الإسلام دخلت المدن العربية مرحلة جديدة تميزت في مراحلها الأولى بالإقبال على بناء المساجد و انتشار المرشدين الدينيين في أهم المدن و أكثرها عمارة و كانت عدن واحدة منها، وشيد فيها المسجد المعروف ب"مسجد أبان" الذي ينسب إلى أبان بن عثمان بن عفان. و بعد احتلال البريطانيين لمدينة عدن عام "1839"م،

هذا موجز بسيط و مختصر جدا لتاريخ محافظة عدن و خبرتها، فهل تقابل يا سعادة المحافظ بأن تكون عدن رمانة ميزان الجنوب قائدة للجنوب؟

هذه هي الكسموبوليتية، التي يتعايش بها الجميع منذ الأزل، و من جميع الأثنيات الذين اصبحوا بإرادة الله كلهم مسلمين.

عدن عاصمة الجنوب العربي، هي التي يجتهد ابنائها في بنائها و تشييدها و اصلاحها من عبث العابثين...

عدن مرت بالكثير ممن سكنوها و أحبوها و عشقوها، فمنهم من كان عشقه لها عشق وطن صادق لله، و منهم من كان عشقه لها عشق مصلحة و فيد، و منهم من كان عشقه لها عشق استغلال و انتهازية، و في الأخير كلهم أحبوها من أطراف المهرة و حتى اطراف جزيرة ميون.

و يسعدني ان انهي هذا الموضوع بكلمات المحضار الجميل، و أعد الجميع انني مستعد ان احدثهم عن عدن و مزاياها الكثير إن رغبوا.

هذا غلط منك

تظـــــــــــن الارض ارضك و السماء قــــــــــــدها سماك

خاب انقطع ضنك

تجاهد في خــــلاك

عسى انك بهذا الجهد تتجمل عساك او تبلغ منــــــــاك

تحياتي والسموحة من بن بريك

إضافة تعليق
الأسم*
الموضوع*
نص التعليق*