• أقدار مختار ناصر
الجنوب ... و القومية العربية!
الجمعة 12 مايو 2017 الساعة 20:25
أقدار مختار ناصر

((للنضال من أجل الدفاع عن الثورة اليمنية و تحقيق الوحدة اليمنية و تنفيذ الخطة الخمسية))
شعار ردده الصغير و الكبير في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بأعلى أصواتهم ، حتى الجدران رددته معهم ، كانت عقيدة وحلم العروبة هو هدف الجنوبين من وراء شعارهم و املهم في الوحدة اليمنية المؤدية إلى الوحدة العربية .
يشار اليوم للجنوبين المطالبين بحقهم في تقرير مصيرهم بأصبع الاتهام فهم بنظر البعض بانفصالهم سيهددون القومية العربية و هذا أكثر ما يؤلم الجنوبين ، لقد تناسا الجميع كيف فرضت الوحدة على الجنوبين ضاربة كل الاتفاقيات التي ابرمت لتهدئة الوضع بين الشطرين وكيف اعاد النظام السابق القبيلة في الجنوب متحالفاً مع عدة شخصيات و اعاد التحالف بين القبيلة و الدين في الشمال و عمل على احتضان المجاهدين اليمنيين العائدين من افغانستان للقضاء على الحزب الاشتراكي مما تسبب في سلسلة من الاغتيالات و التصفيات اثمرت عن اغتيال 185 سياسي جنوبي بين عامي 1991-1993م واباح دم وعرض وارض الجنوبيين خلال حرب 1994م .
لا خلاف بأن الخطابات السياسية الجنوبية العقيمة هي وراء هذا الاتهام الباطل و الذي يُشرعن ظلم وانتهاكات القوى السياسية الشمالية على الجنوبيين ..
إن الشعور العربي بالتميُز و الذي تجسد في العصر الحديث بالحركة الناصرية و تيار البعث الذي كانا الأكثر شيوعاً في أوساط القرن وحتى نهاية السبعينات و الذي فشل بسبب التجسيد السياسي للوحدة الاندماجية آن ذاك كان النواة الأولى فالقومية العربية الجديدة النابعة من إرادة الشعوب لا من الأنظمة السياسية هي تيار شعبي عربي لا جدال عليه و نحن نسعى إلى أن نصبح آمة ذات سيادة وهذا ما لا يتعارض مع تقرير الشعوب لمصيرها فالوحدة الاندماجية و التي أظهرت فشلها خلال الحقبة السابقة يجب أن يصحح مسارها .
من أجل بداية جديدة وقومية عربية حقيقية لابد من اساس صحيح و البدء من جديد نحو القومية العربية ، إن اغلب الدول العربية التي رفضت الوحدة اليمنية الحقيقية نجدها اليوم من أكثر الدول تمسكاً بالوحدة اليمنية الفاشلة وذلك من أجل مصالحها السياسية .
إن من يتهم الجنوبين بانهم انفصاليين و يهددون القومية العربية هل تسألوا يوماً عن الظلم الواقع على الجنوبيين ؟؟!!
إن المسوغ الوحيد لاندفاع الجنوبيين نحو الوحدة الاندماجية هو سعيهم للوحدة العربية ، فقد كانت الوحدة هدفاً للشعب و النظام على حدٍ سواء في الجنوب بالرغم من كل المعارضات الدولية لكن التغيرات الخارجية في الخارطة الدولية واختلاف ميزان القوى  عقب انهيار الاتحاد السوفيتي هي من ساعد على قيام الوحدة الاندماجية التي أعدمت الارادة الشعبية الجنوبية بالوحدة الحقيقية .
ان رغبت الجنوبين بالانفصال هو الحل الامثل لإعادة النظر في القومية العربية بأسسها الصحيحة فهنا يتكرر لنا سيناريو وحدة الجمهورية العربية المتحدة فكلاهما دوله ذات سيادة ولهم حلم واحد مثلنا ورغم ذلك ادركت القوى السياسية فشل الوحدة فعادت كلاً من سوريا و مصر دولة منفصلة ذات سيادة مستقله ... ألا يحق للجنوبين هذا الحق ، ألا يحق لهم بناء دولة ذات سيادة بمؤسساتها وبكل  مقومات  الدولة لتصبح احد ركائز القومية العربية مستقبلاً على جميع الدول ان تدرك ان الجنوب بمقوماته هو الحلقة الاقوى خلال الفترة القادمة .

إضافة تعليق
الأسم*
الموضوع*
نص التعليق*