• م/بدر محمد باسلمه
تدشين الأقاليم..الواقع والطموح
الثلاثاء 25 ابريل 2017 الساعة 22:39
م/بدر محمد باسلمه

ترتفع أصوات عديدة في حضرموت وعدن ومأرب مطالبة بسرعة تدشين الأقاليم فيها، وهي أصوات من جهة تنبع من طموح وتطلعات أبناء هذه المناطق ورؤيتهم لمستقبلهم وفِي الجانب الاخر تشجيع واضح من السلطة الشرعية وبعض أحزابها لدفع وخاصة حضرموت والمحافظات المجاورة لها الى تدشين اقاليمهم .. ما وراء ذلك وهل ذلك ممكن ؟
دعونا نتناول ما الذي يعنيه اقليم في دولة فدرالية ؟
الإقليم في الدولة الفدرالية يمتلك :
- دستور خاص به
- مجلس تشريعي ( نواب ) خاص به
- حكومة خاصة به
- إدارة كاملة لشئونه الاقتصادية والأمنية والإدارية
 - وغيرها من الصلاحيات
هل يمتلك الرئيس هادي الصلاحية في انشاء ولو اقليم واحد ؟ لا .. لا يمتلك الرئيس الصلاحيات التي تمكنه من القيام بذلك ، فالدستور الحالي مبني على دولة مركزية بسيطة بينما الأقاليم تحتاج الى دستور جديد يقوم على النظام الاتحادي ، وحتى يتم الاستفتاء على الدستور الاتحادي يتم العمل بالدستور الحالي. ما يستطيع الرئيس وحكومته عمله الان اذا صدقا النية، هو نقل الصلاحيات الكاملة للمحافظات في إدارة شئونها الإدارية والاقتصادية والأمنية وعدم تدخلهم فيها.
 تشجيع الرئيس ومراكز القوى للمحافظات بتبني الاقاليم هدفه سياسي فقط ، التاكيد للمجتمع المحلي والدولي ان مشروع الرئيس الستة أقاليم مقبول من المجتمع بدليل مهرجانات تشكيل الاقاليم ، حدثت في تعز ، ومأرب وما ذَا أنجز حتى الان لاشيئ ..دون نتيجة. ويتم الدفع حاليا بحضرموت لإعلان المحافظات الشرقية اقليم بدعم من احزاب المركز المقدس لأحداث شرخ بين حضرموت وعدن واضعاف الجنوب المطالَب بالانفصال، وهذه الأحزاب لا تؤمن حتى بالدولة الاتحادية وستسعى لعرقلته او لتفريغه في الدستور من محتواه الحقيقي للإبقاء على مصالحها وسيطرتها على ثروات المحافظات.
الحمد الله ان مخرجات مؤتمر حضرموت وقبلها الرؤية والمسار ادركت هذه اللعبة واعلنت رغبتها في حضرموت اقليما بجغرافيتها.
ان ما يمكن عمله بشأن الاقاليم حاليا هو قرار جمهوري بنقل الصلاحيات الكاملة للمحافظات في إدارة شئونها، ويمكن للمحافظات المتجاورة عمل مجلس تنسيقي للجوانب الاقتصادية والأمنية وتعزيز الروابط فيما بينها ... وبعدها بعد إقرار الدستور يمكنها التحول الى أقاليم بسهولة وسلاسة.
اما انشاء الاقاليم فهو حلم مشروع ولكن لم يحل أوانه .. فقط الدعاية له حاليا تستغل لاهداف مختلفه .. كل يغني على ليلاه.
 

إضافة تعليق
الأسم*
الموضوع*
نص التعليق*