• ماجد الداعري
هل تجدي التحركات الدولية في الإطاحة بأخطبوط اليمن؟
الاثنين 13 مارس 2017 الساعة 00:32
ماجد الداعري

اليوم أدركت يقيناً.. وتأكدت جيداً، مع اعادة تحريكه لمعارك جبهة نهم على أشدها أنه الرجل الأول والحاكم الفعلي لليمن وأن نفوذه يمتد الى كل مؤسسات وقطاعات وجوانب الحياة وأنه الأخطبوط  المتمدد بخيوط نفوذه ومصالحه في كل بقاع اليمن بل ويدير أمور العاصمة عدن وكل التطورات الجارية على الساحة اليمنية والجنوبية بتوجيهات مباشرة من جهة وعبر أذرعه السياسية والعسكرية المخلصة له من جهة أخرى.
وتيقنت بالقابل أيضا ان لاجدوى من اي تحركات دولية لازاحته او قرار باقالته من منصبه الشكلي كنائب لرئيس الجمهورية كونه بالحقيقة الرئيس والرئاسة وكل الجمهورية كونه يقوم بدور الرئيس لرئيس الجمهورية ورئيس كل من في هذه الجمهورية التعيسة مع الأسف،ولأن الاقالة لاتعني تجريده من نفوذه ومصالحه ولجوء الآخرين اليه أو ابعاده من ولاء الأذرع التي نصبها في كل مؤسسات ومناطق ومفاصل دولته العميقة العميقة..
ولذلك فلا داع للاستبشار كثيرا والافراط في التهليل المبكر لنجاح أي تحركات او ضغوط دولية في ازاحته من منصبه كون النفوذ والمصالح والتبعات الأهم لذلك المنصب ،ستبقى مضمونة لديه وبأكثر مما هو عليه حاله اليوم، الأمر الذي ينبغي المطالبة بترشيحه رئيسا للجمهورية حتى نحمله تكاليف وتبعات الحرب  السياسية الممنهجة التي تدار على جنوبنا بدوافع انتقامية على استماتة قيادة عدن في منعه حتى من الوصول الى مطار المدينة الجنوبية لالتقاط صور ذكريات استعراضية أمام اعدائه الذين اخرجوه ذات يوما صاغرا مع أتباعه ومليشياته من قصورهم ومراقدهم بصنعاء وماحولها.
والأمر الأغرب والأكثر حزنا وصدمة أن الجارة الكبرى ماتزال متمسكة به وبقوة وترفض اي مساع لاقصائه بصورة نهائية من المشهد اليمني خلال الفترة المقبلة وتواصل الدفع به الى لعب دور محوري مقبل على اعتبار انه الأقرب اليها والأكثر اخلاصا لها رغم الكلفة الباهضة التي تدفعها له ولأتباعه يوميا،ثمنا لتلك الاعتقادات التي تحاول التغافل عن عجزه عن حسم أي جبهة عسكرية  منذ انطلاق عاصفة الحزم قبل عامين وحتى اليوم بسبب غياب قناعته بتدمير مناطق أهله  ومخاوفه على مستقبل وحدة اليمن ومصالحه الشخصية جنوباً من جهة، ورفض الرياض دفع الكلفة المالية والتسليحية الياهضة جداً التي يقاضيها بها في حال اصرت على اجباره على حسم معركة ما وخاصة جبهة نهم التي يناور بها اليوم بقوة ويزيد من أطماع التحالف بمقدرته وقواته على حسم الأمر عسكريا في اقرب وقت على امل تغيير مسار الضغوط والتحركات الدولية الجارية لازاحته من واجهة الشرعية وتغييبه عن المشهدين السياسي والعسكري بعد اقتناع قيادات سعودية وخليجية رفيعة بانه أصبح عبئا ثقيلا عليها ولاحاجة لها به طالما والأمور تتجه نحو تسوية مقبلة على أساس احياء مفاوضات الحل السياسي وفقا لخطة أممية معدلة عن المبادرة الامريكية لوزير الخارجية السابق جون كيري.
 

إضافة تعليق
الأسم*
الموضوع*
نص التعليق*