• فرج طاحس
على خلفية زيارة المحافظ بن بريك للوادي !
الأحد 29 يناير 2017 الساعة 00:57
فرج طاحس

نظِّم في قاعة ادارة الوكيل بمدينة سيؤن بحضور محافظ محافظة حضرموت والوكلاء المساعدين ، لقاء موسع،حضره مدراء عموم مؤسسات الدولة ومرافقها، ومجموعة من الشخصيات الإجتماعية ، وممثلون عن الأحزاب السياسية ، وممثلون عن منطمات المجتمع المدني . ويأتي هذا اللقاء في إطار زيارته لمديريات الوادي الخاطفة ، وهي الأولى منذ تعيينه محافظاً ، وعلى إثر تلك الشائعات ، التي انتشرت وتناقلتها مواقع التواصل الإجتماعي ، من أن رئيس الجمهورية يعكف على إصدار قرار بإنشاء محافظة جديدة في الوادي ، بناء على طلبات تقدم بها مجموعة من الشخصيات القبلية والسياسية ، وبدعم من بعض الرموز المحسوبة على السلطة الشرعية ، بحجة ما تعانيه مديريات الوادي والصحراء من إهمال وتجاهل من قبل السلطة في المحافظة ، وقد تحدث المحافظ في هذا اللقاء بلغة الواثق المنتصر عن معركة تحرير مدينة الكلا ، ومديريات الساحل من سيطرة المسلحين الإرهابيين ، التي دامت عاما ، بعد تخطيط دقيق وبفضل تضحيات رجال النخبة الحضرمية ، وبالتعاون مع قوات التحالف ، التي قدمت كل الدعم مشكورة ، بعد أن هرب عنها رجال المنطقة العسكرية الثانية وتركوها تواجه مصيرها الأسود ، مخلفين وراءهم كل عتادهم الخفيف والثقيل ليكون غنيمة سهلة بيد هؤلاء المسلحين دون حسيب أورقيب ، ثم تحدث عن الأوضاع في مدينة المكلاّ ومديريات الساحل بعد التحرير ، وماتنعم به من أمن واستقرار وجهود متواصلة لتثبيت سلطة الدولة ، بفضل يقظة الأجهزة الأمنية والعسكرية والتفاف المواطنين حولها وتفاعلهم وتعاونهم في فضح وكشف عناصر الإرهاب والقتلة ، مستشهدا بإلقاء القبض في وقت قياسي جدا ، على قتلة شاب في الديس في حافة سويد ، وهذا حدث نادر مقارنة بحوادث القتل والإغتيالات لعدد من الكوادر الأمنية والعسكرية التي شهدتها المحافظة ساحلها وواديها خلال الفترات الماضية ، ويمر الجناة بسلام امام النقاط العسكرية دون أن يحرك أحد منهم ساكناً ، بل للأسف الشديد بعضهاحصل على بعد خطوات من مراكز أمنية وعسكرية ، وكلها قيدت ضد مجهول . كما أكد المحافظ في هذا اللقاء على وحدة حضرموت ومقاومة أية مشاريع لتقسيمها ، وهي جزء من الجنوب ومطالبنا أن تكون أقليما مستقلا ، وكل ماتتعرض له حضرموت من تآمروتكالب عليها ، بسبب ماتختزنه من ثروات في جوفها ، ولن نسمح بعد الآن بالتلاعب بهذه الثروة وسنتمسك بحقوقنا بقوة ، ولن نسمح لأحد التلاعب بها على حساب تنمية محافظتنا وعلى حساب مستقبل أبنائنا ، ونفى أن تكون هناك اية قوة عسكرية تابعة لأحد قد استولت على أية حقول نفطية في المناطق الغربية .
وعلى صعيد المؤتمر الحضرمي الجامع ، أكد المحافظ التأييد المطلق لعقد هذا المؤتمر ، وطالب القائمين عليه الإسراع في عقده لمواجهة التحديات التي تواجه المحافظة وخلق اصطفاف حضرمي واسع ، لمواجهة أية ترتيبات مستقبلية ، فالقادم أصعب حسب قوله .
هذه كانت أبرز القضايا ، التي تركز حولها حديث المحافظ ، ولكن أهمية هذا اللقاء تكمن في مصداقية التنفيد وربط الأقوال بالأفعال ، ويمكن أن يكون هذا اللقاء مفيدا أكثر ، لو ٌفتح المجال للحاضرين ، فكثير منهم يريد الحديث حول العديد من القضايا ، واهمها الملف الأمني ، حيث تشهد مديريات الوادي بين فترة وأخرى أعمال قتل وتقطع وسطو وفراغ أمني ، لا أعتقد أنّ سببه تقصير من الأخوة القائمين على الأمن في الوادي والصحراء ، أو من قبل السلطات المحلية ، فهم على مايبدو لنا ، أنهم يقومون بجهود كبيرة فوق طاقاتهم ، وفي ظل إمكانيات محدودة ، ليس من المعقول أن ننتظر حتى تحتل القاعدة الوادي ، ويكون لنا جيش من النخبة من أبنائنا ليحررها ويحفظ الأمن ، فالملف الأمني والعسكري حقيقة في الوادي يتحكم فيه غير أبنائه ، الكثير من المواطنين يتهمون النقاط العسكرية المنتشرة بكثرة عند مداخل مدن الوادي ومخارجها ، بأنها تحولت للأسف إلى نقاط للجباية والابتزاز للداخل والخارج ، فالجاني عندما يرتكب جريمته لايمرطائرافي الهواء ، بل بالطرق المعروفة بأمن وأمان ، لأنه واثق لن يعترض طريقه أحد ، ومن القضايا المهمة والملحة ، التي تحتاج إلى حلول سريعة ، هي تقطعات الكهرباء وايجاد الحلول العاجلة لها قبل حلول موسم الصيف ياسيادة المحافظ ، ظلت مشكلة الكهرباء تتكرر باستمرار ، بحجج ومبررات مختلفة إلى متى ، فقد طال الإنتظار !
حضرموت هي الوادي بامتداداته الواسعة وطرقه المتشعبة ، فزيارة لسويعات محدودة ، لن تحل مشاكله الكثيرة ، فهي تحتاج إلى حضور مستمر ، مؤسساته ودوائره قد نخرتها الاتكالية والمركزية ، واصبحت غير فاعلة ، لماذا لايٌفْتَحٌ مكتب دائم للمحافظ في مدينة سيؤن يداوم فيه لشهور محددة في السنة ؟؟ .ليكون قريبا من معاناة المواطنين ومشاكلهم ....
هناك قضية أخرى على درجة كبيرة من الأهمية لطابعها الانساني ، وكرد للجميل والوفاء لفئة من المواطنين حملوا أرواحهم على أكفهم للدفاع عن البلاد ، يعاني َمنْ ظلَّ منهم على قيد الحياة واسرهم شظف العيش ، وهم متقاعدو منتسبي الدفاع والداخلية ، يأتي عليهم الشهر الرابع من دون مرتبات ياسيادة المحافظ ، ضاعت مرتباتهم وحقوقهم بين شرعية لا تتقن إلا الوعود وبيع الوهم ، وبين انقلابيبن لاتهمهم معاناة الناس ولو مات الشعب كله ، بقدر ماتهمهم حربهم الخاسرة ارضاء لنفوس حاقدة مريضة ، ولمشروع إيران التخريبي في اليمن والجزيرة العربية ، أيعجبكم هذا ياسيادة المحافظ ؟ ..
 

إضافة تعليق
الأسم*
الموضوع*
نص التعليق*