• ماجد الداعري
هنا كانت حلب..فعذرا ولدي العزيز'بشار'!
الخميس 15 ديسمبر 2016 الساعة 10:29
ماجد الداعري

يتسابق الرئيس السوري بشار الاسد وحلفائه الروس والإيرانيين -بكل بجاحة اخلاقية ووقاحة إنسانية- لتبادل برقيات التهاني بانتصارهم التدميري الشامل على كل ماله علاقة بالانسان والحياة في مدينة عربية تاريخية اثرية اسلامية عريقة كانت تسمى مدينة حلب الشهباء والحضارة والتاريخ والتعايش،في حين تطل المعارضة السورية المفككة عسكريا وأخلاقيا هي الأخرى مع داعميها الدوليين والاقليميين ومن يسمون انفسهم بمقاتلي الجيش الحر وأعوانهم من مسلحي جماعات الموت والإرهاب، ببكائياتهم الانهزامية على تدمير حلب التي استباحوا فيها كل الحرمات ودمروا كل جامع ومعلم حضاري وديني وتاريخي واصروا على المواجهة بعد رفضهم كل الحلول والعروض والمبادرات الأممية والدولية التي اقترحت مغادرتهم المدينة بسلام وبرعاية دولية وتحت حماية وإشراف الأمم المتحدة لتجنيب حلب ويلات الحرب التي جعلتها واحيائها العتيقة مع الأسف، أثرا بعد عين،سيما مع تعمد مقاتلات النظام السوري وحلفائه ومليشياته الطائفية، إزاحة المدينة من خارطة الجغرافيا السورية واحراقها بشكل تدميري كامل بحثا عن وهم الانتصار العسكري على حساب كل قيم وأخلاقيات الحروب وحقيقة الانتصارات.
ولذلك تناسوا، مع الأسف،أن الانتصار الاخلاقي للإنسان وكرامته وتأمينه وحرماته وممتلكاته وقيم الحياة،هو الانتصار الحقيقي وليس الانتصار بإحراق المدن واجتثاثها بسياسة التدمير الإجرامي الانتقامي الشامل ولا بهدم المنازل على رؤوس ساكنيها،مهما كانت الدواعي والمبررات لذلك كون حرمة النفس البشرية مقدسة حتى على أقدس بقاع الأرض وأولى بالحماية من أغلى مقدسات ديننا الإسلامي الحنيف.
فعفوا بشار ..لقد تجاوزت كل قيم الإنسانية واخلاقيات الحروب والمسؤوليات الوطنية ..وتعديت بمحرقة الدمار الشامل لحلب،كل حدود الخيانة الوطنية للشعب السوري وبلغت أعلى مؤشرات العمالة والارتهان واباحة الأرض السورية للقوى الأجنبية والمليشيات الطائفية المذهبية للتدخل لقتل السوريين بمنازلهم وإحراق وتدمير المدن والأحياء بصورة إجرامية غير مسبوقة بعهدنا الدعي..
وإلا فماذا أبقيت لخونة الاوطان وعملاء الغزو الأجنبي من صفات وامتيازات..
وعذرا..عذرا ..عذراً ولدي العزيز ،بشار' على تشابه اسمك اليوم ليس أكثر مع طاغية العصر الاجرامي.

إضافة تعليق
الأسم*
الموضوع*
نص التعليق*