• عوض كشميم
ايدلوجيتان أمام حضرموت الهوية والمسار!
الاثنين 5 ديسمبر 2016 الساعة 23:20
عوض كشميم

دخل الحضارم  على خط الصراع من بين ثنايا ازمة الركام المنهار على خلفية حرب  مستعرة  تعيشها اليمن قرابة عام ونصف  بعد انسداد افق الحل بين طرفي الصراع  الذي بات ينحو منحى  طائفي  في مظهره العام  لدخول  اطراف خارجية في لعب الصراع القائم  ، غير إن ثمة طرف  لم يكن حاضرا ضمن معادلة صراع الحرب  ولكنه لم يكن بعيدا في المشهد السياسي  على وجه التحديد في جغرافيا اليمن وصراع الهويات  ...
اليقين إن الشعور لدى الحضارمة وان كانوا يقولونه على شيء من الخجل  بأنهم كأهوية لست يمنيين وانما (حضارم) يمثلون  هوية مستقلة  بمعزل عن اليمننة والجنوب العربي الذي بات ينادي به طرف فاعل الحركة السلمية الجنوبية التي تواجه انحسارا وتشظيا ، ولعل المتابع  للمحاولات الأولى في تبني مشروع حضرموت  كهوية سياسية  قد بدأت تباشيره الأولى  منذ ما بعد وحدة 22 مايو عام 1990م  وتحديدا فترة الأزمة في عام 1993م حين  شرع نخبة من سياسي حضرموت الداخل بتأسيس ملتقي حضرموت الوطني  الذي ضم  شخصيات مدنية ووجاهات اجتماعية من تيارات مختلفة  وكذلك تزامن مع صدور أول عدد من صحيفة حضرموت في ميلادها الأول  فيما آخرون ذهبوا إلى إن الهدف من  تأسيس تلك الكيانات  تعد في اقصى غاياتها توحيد الجبهة الداخلية الحضرمية كمتطلب لظروف الحرب خشية من اختراقات  داخلية .
على اية حال  كان لإعلان التحضير لعقد لجان المؤتمر الحضرمي الجامع  دورا محوريا في  تحريك المياه الاسنة  في مجرى النهر المتيبس حضرميا في الخارج تحديدا حيث طرق حضارم المهجر سلسلة مشاورات وتفاهمات وخاصة في المملكة العربية السعودية بعد وصول  ممثلين عن مؤتمر الداخل إلى الرياض  دفع بعدد من المهتمين من رجال أعمال ومثقفين بمختلف تياراتهم إلى عقد  أكثر من لقاء لتشكيل لجان صياغة  ولجان اخرى في جده والرياض تهدف في مجملها إلى ايجاد أكثر من صيغة باتجاه  الوصول إلى رؤية  يتفق بشأنها الحضارمة لتحديد مستقبل حضرموت  دونما الحديث عن  تجذير الهوية الحضرمية كرافعة ينطوي تحتها حضارم الداخل والخارج  خشية من  مالات وانعكاسات  وتأثير بعض اللاعبين الاقليميين الداعمين للشرعية وخاصة السعودية والامارات على الاطراف المتبنية المؤتمر ومفرداته وان كانوا يتجنبون الخوض في هكذا موضوعات ذات طبيعة جوسياسية بشكل علني ولكنهما يقربون  الدفع بمسار المشروع  في نسخته ماقبل الأخيرة  وتغطية أخيرة من خط السير باجماع حضرمي ذكي يمكن تقرأه في الترويج للهوية الحضرمية  لمجرد عناوين بارزة (المؤتمر الحضرمي الجامع ، مؤتمر يضم الف شخصية من أصول حضرمية ) سرعانا ما يبادر للمراقب بأن هناك شيئا ما يجري التحضير له تجاوز الافق وحدود الخارطة الجغرافية في الداخل  وياتي انعقاد  مؤتمر الف شخصية حضرمية  في العاصمة الماليزية (كوالالمبور) من كبار رجال الأعمال والاكاديميين والعلماء والدبلوماسيين والشخصيات السياسية من الحضارمه ومن مختلف الدول الاسيوية  يبدو إن الملف الحضرمي  بات يتحرك على
مستويات  إقليمية ودولية رفيعة ويعزز هذا التحرك وجود بنية  ثقافية واقتصادية وموقعا جغرافيا على أرض حضرموت  يشكل عامل جذب  باتجاه توظيفه بشكل راقي ليكون  عاملا مؤثرا وفاعلا في استقرار المنطقة  على كافة الأصعدة
ما يثير الانتباه  ان المشاهد لطبيعة ونوعية الشخصيات الحضرمية المدعوة في كوالالمبور يميط اللثام  عن تجنيب حضرموت  من تغلغل مشاريع  ايدلوجية  نقيضة  للرافعة الايدلوجية  في مؤتمر(حضارم) آسيا الذين تتجه معالم مدرستهم الدينية منحى  الوسطية  نقيضا للصراع الماضي الحضرمي  لتيار حركة الارشاد والعلويين  !!
إذا ماسلمنا بأن  حدة الاستقطابات  بين التيارين  الايدلوجيين هو ركيزة بنية الصراع القائم اليوم وان حاول البعض يخفيه على  واجهة المشهد المتداخل من قبل  لاعبيين قويين احدهما  تمثله (الرياض) والاخر حضارم آسيا
قد لا يشعر حضارم الداخل بخارطة توزيع  الكتل حين ينظر لهذا التحرك بمفهوم سطحي  عابر بينما لو استرجعنا لمدخلات الأعوام التي تلت ما بعد عام 1994م على امتداد حضرموت من اشتغال ايدلوجيا  وبإمكانيات مؤهلة لأجندة لون عقائدي منفردا  بات اليوم شديد الجذور في بنيان النسيج الاجتماعي مؤسسيا من الصعب اجتثاثه او حتى محاصرته  ان لم نقل  تنقيته من الشوائب المتطرفة
حضرموت  اليوم لا تحتمل نقل الصراع  بأحماله الثقيلة  لدرجة كبيرة من التنصير وعلى طريقة  التوحش الجار في العراق وغيرها ؟
دعونا نكون نموذجا للتعايش والبناء لاستراتيجية  مستقبلية   نؤهل المنطقة بعقل  ناضج يخاطب العالم ويندمج في منظومة حركة شاملة  للمصالح المشتركة  وهذا لن يأتي إلا بترسيخ مفاهيم ثقافة السلام وبيئة جاذبة  أسها أمن المنطقة واستقرارها  أولاً  وثانياً وثالثاً .
 

إضافة تعليق
الأسم*
الموضوع*
نص التعليق*