• راي اليوم
هل كان صالح يريد الهروب عندما طلب رفع الحظر عنه للمشاركة في جنازة كاسترو؟!
الثلاثاء 29 نوفمبر 2016 الساعة 18:48
راي اليوم

تبدأ الأربعاء رسميا مراسم جنازة الزعيم الكوبي فيديل كاسترو، وسط حضور شعبي كثيف ودولي متواضع، حيث اعتذر معظم الزعماء عن تلبية الدعوة للمشاركة في التشييع، بما في ذلك الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي كان اول زعيم امريكي يزور هافانا منذ عقود، باستثناء اليساريين الخلص، أمثال روبرت موغابي (زيمبابوي) وجاكوب زوما (جنوب افريقيا)، وايفو موراليس) بوليفيا، ونيكولاس مادورو (فنزويلا)، ودانيال اورتيغا (نيكاراغوا).
ولم نسمع او نقرأ ان زعيما عربيا واحدا سيشارك في الجنازة، لان رفاق كاسترو من جيل العظماء انتقلوا الى الرفيق الأعلى، مثل جمال عبد الناصر، وهواري بومدين، وصدام حسين، وياسر عرفات، ومعمر القذافي، ومن المفارقة ان الحضور العربي كان محدودا أيضا في جنازة الزعيم الافريقي العظيم نيلسون مانديلا.
الزعيم العربي الوحيد الذي شذ عن القاعدة هو الرئيس اليمني “السابق” علي عبد الله صالح الذي تردد انه طلب من مجلس الامن الدولي يوم امس الأول (الاحد) السماح له بالسفر الى كوبا، لتقديم واجب العزاء للشعب الكوبي في وفاة زعيمه كاسترو، الذي وصفه بالصديق “وآخر عمالقة القرن العشرين، رائد حركات التحرر العالمية والنضال ضد الامبريالية والرجعية والقوى الاقطاعية”.
الرئيس صالح يدرك جيدا ان طلبه هذا، ولا نعرف ما اذا كان قدمه فعلا، لن يتم النظر اليه بجدية في مجلس الامن الذي اصدر قرارا بتجميد ارصدته الخارجية، ومنعه من السفر، ناهيك عن التجاوب معه، ولكنه يعرف، أي الرئيس صالح، كيف يحتل العناوين الرئيسية في الصحف ومحطات التلفزة، وعلى وسائط التواصل الاجتماعي.
اللافت ان هذه الحركة، التي هي اقرب الى “المزحة” أعطت ثمارها، خاصة في أوساط أعداء الرئيس صالح واعلامهم، حيث جرى كتابه العديد من المقالات التي اتهمته بمحاولة الهروب من اليمن الى ملاذ آمن خارجها، مما يكشف عن جهل كبير بالقوانين الدولية، فلو كان الرئيس صالح يريد الهروب فعلا، مثلما قال عضو بارز في حزب المؤتمر الذي يتزعمه، لما عاد الى اليمن من السعودية، وفضل البقاء فيها معززا مكرما، وهي العودة التي قلبت كل المعادلات، وأوقعت المملكة العربية السعودية وحلفاءها في مصيدة حرب باهظة التكاليف من الصعب الانتصار فيها، وقد تطول لسنوات ان لم يكن لعقود.
الثوريون الخلص سيشاركون حتما في جنازة الزعيم الراحل كاسترو، وكذلك الملايين من أبناء الشعب الكوبي الذين عرفوا معنى العيش خمسين عاما تحت حكمه، ويأكلون الخبز المغمس بالكرامة والعزة والكبرياء الوطني، وصمدوا برجولة وشجاعة في وجه الحصار الظالم.

إضافة تعليق
الأسم*
الموضوع*
نص التعليق*