• أ.د.علي الهيل
من الطبيعي أن يشعر أحرار العالم بالحزن لرحيل كاسترو ..
الاثنين 28 نوفمبر 2016 الساعة 14:33
أ.د.علي الهيل

لم يكنْ قطُّ مستغرباً؛ أن يتشمت الغزاة و المحتلون و الإستئصاليون؛ أعداء الكون البشري؛ قاتلو الحرية و الكرامة و الإنسانية و الإستقلال و (رعاة البقر) و ناهبو ثروات الشعوب و أوطانهم؛ باستشهاد نصير الحرية و الكرامة و الإنسانية و الإستقلال و نصير كل قيمة إنسانية كونية رائعة؛ (فيدِلْ كاستورو.) أجل، هو شهيد كل تلك القيم الإنسانية المذهلة.
ليس فحسب لأنه دعم حق “الأمريكيين الأصليين” Native Americans في أمريكا الشمالية و الشعوب الأصلية في نيوزيلاندا و أستراليا التي قضى عليهم البيض الأوروبيون العنصريون؛ و ظلّ يحرض بلدان أمريكا اللاتينية على رفض الخضوع لأمريكا و تحويل بلدانهم إلى حدائق خلفية لها و ظلّ يحرض على نبذ التبعية لأمريكا و الإستقلال عنها؛ و ليس فحسب أنه وقف مع حركات التحرر في إفريقيا؛ و ناهض (الأبارتيد) و الفصل العنصري في جنوب إفريقيا و الصهيونية الغازية المحتلة لأرض فلسطين المستأصلة لشعبها الأصلي؛ و إنما لأنه لم ينحنِ قطُّ لأمريكا منذ جاء للحكم في كوبا عام ١٩٥٩ محرراً إياها من أذنابها و حكومتها التابعة لها التي سخرت خيرات الجزيرة الصغيرة (كوبا) لأمريكا و حولتها إلى حديقة خلفية لها و جوّعت و أفقرتِ الكوبيين لأن أمريكا لا تؤمن (بحقوق الإنسان) إلا بالشكل الإنتقائي الذي يخدم مصالحها المتوحشة و لا تقبل بأي ديمقراطية مهما كانت درجة نزاهتها إِنْ لم تستجب لوصاية أمريكا و تكون طَوْع أمرها.
لم يكترث (فيدل كاسترو) بصفة (الديكتاتور) التي كان الرؤساء الأمريكيون يطلقونها عليه لأنه كان يدرك كما يدرك كل الشرفاء و المستقلون و الأحرار أن أمريكا تصف الديكتاتوريين الذين يخدمونها بأنهم آباء الديمقراطية أما الذين لا يخدمونها و يضعون مصالح بلدانهم و شعوبهم أولاً ينعتونهم بأفظع النعوت حتى و لو كان مجيئهم للحكم ديمقراطيا نزيهاً.  ظلّ (كاسترو) خنجرا في خاصرة الدولة العظمى رغم الحصار و المقاطعة و وقف مع الفلاحين و انحاز للفقراء و طوّر الطب و الخدمات الصحية و التعليمية في بلاده و حافظ على شرف و كرامة و استقلال (كوبا.)
من حق كل شريف و حر و مستقل أن يحزن لاستشهاد (فيدل كاسترو) كما كان حزننا كبيراً لاستشهاد (جي فارا) رفيق (كاسترو.) إنه لَنِعْم الشهيد لأنه وقف مع الفقراء و الأرامل و الأيتام و المظلومبن  و المقهورين في كوبا و في العالم.  عاش فقيراً حراًّ شريفاً كريماً و استشهد فقيراً بالكاد يملك كفاف يومه لكنْ أستشهد و هو في أوج انتصاره؛ لم يساوم قطُّ على مبادئه.

إضافة تعليق
الأسم*
الموضوع*
نص التعليق*